تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المقرئ.]ــــــــ[14 - 06 - 04, 03:56 م]ـ

الأخ: عبد الرحمن:

قولكم: [و المصلحة التي اعتبرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هي من المصالح المردودة شرعا و عقلا بل المصلحة في خلافها]

حلمك قليلا قليلا، ماهذا الكلام

لك الحق أن تبدي رأيك ولكن في حدود الأدب مع الشيوخ ومراعاة مشاعر طلاب الشيخ فأكثر ما في المسألة أن تبقى ميألة اختلاف رأي والقصد واحد وهو حماية الشريعة

ولعلي أبدي وجهة نظر شيخنا العلامة ابن عثيمين والتي أرى أنها قد تمشت مع أصول الأدلة:

1 - لا يخفى عليكم حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم "

كيف تعنف على من ذهب إلى هذا الرأي ومعه هذا الحديث

2 - ألا تلتفت يمينا ويسارا للدول التي لايوجد فيها حسبة ماهو واقعها أثناء الصلاة لو ترك الأمر لذمم الناس لوجدت كثيرا ممن إن لم يؤخذوا على الحق أطرا ضلوا وأضلوا

3 - ثم إن عملهم من الجهاد والدعوة فهم سفينة المجتمع يحمون الناس من أسباب الضلالة بإذن الله ألا نسقط عنهم الواجباب إذا كان يترتب على عملهم صلاح للأمة

أم يسقط رسول الله صلى الله عليه وسلم المبيت لرعاة الأنعام من أجل رعايتها ولا نسقط تاصلاة في المسجد عن من يحرسون الفضيلة

ألم يسقط رسول الله صلى الله عليه وسلم المبيت للعباس لسقاية الحجاج من أجل تنظيم الحجاج

4 - الصلاة جماعة مسألة خلافية والخلاف فيها بين أكابر أهل العلم، وكذا الصلاة في المسجد الخلاف فيها قوي ولا يخفاك قول المذهب الحنبلي فيها، بينما أمر الناس بالصلاة وإلزامهم بها أمر متفق عليه لا يجادل فيه

لن أقول لك: قولك هذا مردود عقلا وشرعا

ولكن سأقول لك هجومك بهذه الطريقة مردودة عقلا وشرعا

أخوك: المقرئ

ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[14 - 06 - 04, 09:40 م]ـ

بارك الله فيك أخي الفاضل المقرئ.

و زادك الله غيرة لهذا الدين و لكن اعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم أغير مني و منك و الله أغير منا جميعا فلا غيرة أعظم من الغيرة لهذا الدين لذا كان النبي صلى الله عليه و سلم (لا يغضب حتى تنتهك محارم الله).

أخي الفاضل ما ذكرته من حديث النبي صلى الله عليه لو فهمته على وجهه لعملت أنه حجة لي لا علي من عدة أوجه.

فقول النبي صلى الله عليه و سلم (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار).

الوجه الأول: و المراد هنا لا يشهدون صلاة الجماعة كما هو ظاهر من لفظ الحديث و هذا الحديث لو تدبرت به لعلمت أن هؤلاء المحتسبه يدخلون في لفظ الحديث لأنهم لا يشهدون الجماعة الأولى كما أفتاهم الشيخ رحمه الله.

و النبي صلى الله عليه و سلم عندما قال الصلاة أراد الجماعة المعهودة و هي الجماعة الأولى و لم يرد جماعة أخرى و ليس معنى ذلك أن لا يصلون في بيوتهم أو يأتون متأخرين ثم يصلون جماعة أخرى.

الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه و سلم هم و لم يفعل فما بالكم زاد همكم على هم النبي صلى الله عليه و سلم حتى عملتم بهذا الهم ألم يكفكم الهم كما كفى النبي صلى الله عليه و سلم.

و حتى لو قيل بالجمعة فكذلك يدخلون في حكم ترك الجمعة.

و العجب أنهم يلزمهم عندها حديث آخر في ترك الجمعة و هو حديث النبي صلى الله عليه و سلم عن أبي الجعد الضمري وكان له صحبة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع على قلبه) و الحديث أخرجه أبو داود و ابن خزيمة و صححه الألباني رحمه الله.

الوجه الثالث: فلم يكفكم هذا حتى أصبح ديدنكم ترك الجماعة أو التأخر عنها بحجة الإحتساب بأي سلطان أتاكم عملتم بهذا.

مع أن النبي صلى الله عليه و سلم هم و لم يفعل ثم لو فعل هل تظن أنه يترك صلاة الجماعة و يتتبع من يترك صلاة الجماعة كل يوم حتى يحرق عليهم بيوتهم.

الوجه الرابع: إن النبي صلى الله عليه و سلم لو أراد عقوبتهم حقيقة لكان بمقدوره أن يعاقبهم بغير هذه الطريقة فلم عدل عن غيرها من الطرق و ذكر لفظ تحريق البيوت إلا لحكمة يريدها صلى الله عليه و سلم و مراده صلى الله عليه و سلم هنا بيان غلظ ذنب تارك الجماعة حتى أنه صلى الله عليه و سلم لو أذن له بذلك لحرقه و لكن لم يؤذن له صلى الله عليه و سلم و ما كان النبي صلى الله عليه و سلم ليفعل أمر فيه استباحة دماء و أموال من ينتسب للإسلام بغير إذن كيف و هو القائل صلى الله عليه و سلم من حديث جابر رضي الله عنه، يقول: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعاب، فكسع أنصاريا، فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا، وقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما بال دعوى أهل الجاهلية؟ ثم قال: ما شأنهم " فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوها فإنها خبيثة " وقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أقد تداعوا علينا، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر: ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث؟ لعبد الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه ".

و للحديث بقية إن شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير