تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 12:59 م]ـ

أما زمن تأليف الرسالة فاشتهر عند جماعة من المتأخرين أنه سنة 327هـ وعمر ابن أبي زيد سبع عشرة سنة ... هذا قول الدباغ < تـ 699 > في معالم الإيمان ... وتبعه عليه جلّ المتأخرين.

وفيه (ج 3 / ص 111 ط الخانجي):

((كان الشيخ أبو إسحاق السبائي سأله وهو في سن الحداثة أن يؤلف له كتابًا مختصرًا في اعتقاد أهل السنة، مع فقه وآداب؛ ليتعلم ذلك أولاد المسلمين؛ فألّف الرسالة، وذلك في سنة سبع وعشرين وثلاثمئة، وسنه إذ ذاك سبع عشرة سنة)).

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 02 - 06, 01:30 ص]ـ

وفقك الله أخي أبا المنهال.

===================

تكميل

جرته المناسبة، أذكر فيه بعض الفقرات من كلام العلامة الطاهر ابن عاشور – رحمه الله – ضمنها كتابه الماتع [أليس الصبح بقريب ... ] وقد انجر به الحديث عن التآليف عند كلامه عن إصلاح التعليم وطرق التدريس، وكان في كلامه يغترف من بعض ما أبداه العلامة ابن خلدون في مقدمته المشهورة حول هذا المعنى، فكان من قول ابن عاشور: (إذا كنا نرتقب من إصلاح التعليم إصلاح المعلمين وطريق اختيارهم؛ فإن التآليف – وهي المعلم الأول للتلميذ والمذكر المرشد للمدرس – أجدر بأن تعطى لفتة من الإصلاح، إذ هي الفاعل القوي في نفس التلميذ، وعلى مرتبتها تكون نفوس التلامذة، ولو وازن الناس بين إصلاح التآليف، وإصلاح المعلم؛ لرأوا أن إصلاح التآليف يصل بنا إلى غرضنا، وإن بقي المعلم على حاله، فإنه مهما بلغ به الجمود لا يمكنه أن يحول بين الأفهام وبين ما في التآليف، ونحن نقتنع من إصلاح العقول الغضة بأن تطن على أسماعها الآراء الصائبة والعلوم المحققة، ولا نخشى في خلال ذلك من صرف أذهانهم عنا بيد صارف، فإن لنور الحق سلطانا ... ).

ثم يقول: (لما مدت المدنية طنبها على العرب بعد انتشار الإسلام شعروا بوجوب التقييد، قيل: أول كتاب صنف في الإسلام كتاب عبد الملك ابن جريج في الآثار والتفسير سنة 120 بمكة، وقد قيل سبقه الربيع بن صبيح البصري بجمع أشياء كانت كالكُنَّاشات، وظهر موطأ مالك بن أنس، وقد قيل: إنه أول كتاب ألف في الإسلام، وقد كان الأغلب على المؤلفين إهمال النظام فيما يسمى الأمالي، ثم اهتدوا إلى طريقة التصنيف، ولم يزل يرتقي الزمان إلى أن بلغ الحد بالعلماء أن توخوا في كتبهم مناسبات لتعقيب بعض الأبواب ببعض، ووجه انحصار العلم والكتاب فيما يذكر فيه من الأبواب، ونال الأولون من قرب زمانهم من العرب فصاحة القول وزجالته، فكانت كتبهم تبدع ملكة الفصاحة لقارئيها، وجاء من بعدهم علماء رأوا من كثرة التآليف واتساع العلوم، ولم يبق من المقدور الإحاطة بجميعها ولا الترك لبعضها؛ فراموا تقعيد القواعد الجامعة لأشتات المسائل، مثل صنيع السكاكي في علم البلاغة، وابن جني في كتبه النحوية، ومنها الخصائص، ولقد صادفوا سعادة إذ وجدوا العلوم في شبابها، والدولة في إقبالها، والناس تطلب في كل علم، فكان كل بارع في علم يجد راغبيه .... هكذا سار العلم و المدنية متصافحين، ومهما اتسعت العلوم رأى الناس الضرورة إلى التنقيح والاختصار .... ).

و يقول: (كانت تآليف الأولين مفعمة بالأنظار المبتكرة، والمنازع الاجتهادية في كل العلوم، ومن آثار ذلك التي لا تزال شاهدا على مقدار إطلاق العنان للتآليف في شباب الإسلام ما نرى في الكتب من حكاية الأقوال، حتى إنك لتجد أقوالا ما كان ينبغي أن يتسامح بعدّها أقوالا لشدة ضعفها، ولكن احترام الأفكار هو الذي بعث المؤلفين على إثباتها، وإحالتها على نقد المطالعين، حتى انقلب ذلك بالناس إلى اعتقاد أن كل قول مسطور فهو صحيح لا ينبغي الطعن فيه، ولا يتحرج من الأخذ به). ولعلي أعود للنقل من كلامه عند الاحتياج إلى ذلك.

وقد كان المناسب للاستطراد أن أذكرَ الشروط والآداب اللازم توفرها في متعاطي تصنيف الكتب، وأن أذكر الشروط الواجب حصولها في المصنفات، كي يتم بها النفع، ولكن قدرت أن هذا سيخرج بنا عما نحن بصدده، فأكتفي بذكرها على هيئة عناوين، وتفصيل ذلك وشرحه لا يخفى على أهل الحديث الكرام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير