يأتي ذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه المناداة بضرورة التيسير على الناس والإفتاء بجواز الرمي قبل الزوال بسبب شدة الزحام التي تؤدي في بعض الأحيان إلى وفاة عدد من حجاج بيت الله الحرام.
فقد أكد الشيخ الدكتور/ عبد الله بن محمد الطيار أستاذ الفقه بجامعة القصيم أن الزحام ليس سبباً في الترخيص لأن الخطأ من الحجاج وليس لضيق المكان ومع ذلك فإنه يرى أن هناك فرق بين من سبق أن رمى بناء على فتوى عالم معتبر فهذا لا تثريب عليه، ويتحمل الفتوى من أفتاه، وأما من سأل في المستقبل فالذي يظهر أنه يوجه إلى الرمي بعد الزوال.
ويؤكد كل من فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن موسى العمار أستاذ الفقه بجامعة الإمام وفضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبد الله العبيدي رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة جامعة الإمام على أن الزحام سبب للتيسير بشكل عام إلا أن الزحام الذي يحصل الآن في الجمرات في بداية الرمي بعد الزوال ليس سبباً لإباحة الرمي قبل الزوال وذلك لأن الرمي عبادة مؤقتة لا تصح قبل وقتها والمشكلة تتركز في ورود الحجاج إلى مكان الرمي في وقت واحد بدليل خفة مكان الرمي بعد مضي ساعتان تقريباً على بداية وقته بعد الزوال وذلك فإن مما يساعد على حل المشكلة هو توعية الحجاج وإفهامهم بعدم التزاحم والورود إلى مكان الرمي في وقت واحد لا أن نقوم بتغير موعد العبادة بغير دليل.
ويضيف الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان أستاذ الفقه المشارك بجامعة الإمام أنه لو كانت الفتيا بجواز الرمي قبل الزوال ستحل مشكلة الزحام لكان لذلك وجه لكنها في نظري لن تحل المشكلة، لأن الإشكالية ليست في ضيق وقت الرمي وإنما في استعجال الحجاج، ولهذا فإن الفتيا بجواز الرمي قبل الزوال ستنقل الزحام من بعد الزوال إلى ما بعد الفجر
ولذا فإنه لا يصح الرمي قبل الزوال إلا لمن كان له عذر، فمن كان له عذر بحيث يلحقه الحرج والمشقة الظاهرة لو لم يرم قبل الزوال جاز له الرمي قبل الزوال.
ويعلل الدكتور عبد الرحمن الجلعود أستاذ الفقه المشارك بجامعة الملك سعود عدم جعل الزحام سببا لإباحة الرمي قبل الزوال لأسباب عدة
الأول: أن الزحام كان موجوداً في مواسم الحج منذ القدم.
الثاني: أن الناس سوف يتزاحمون قبل الزوال عند القول به.
الثالث: أن المشاريع الجديدة سوف تخفف من ذلك.
ومع ذلك يؤكد فضيلته على أن الرمي قبل الزوال من الأقوال التي لا يمكن الأخذ بها في كل الأحوال، وإنما يراعى فيها بعض الحالات التي يمكن أنه يكون فيها يسر على السائل.
ويؤكد الدكتور/توفيق الشريف.جامعة أم القرى على أن اكتمال جسر الجمرات وترتيب تفويج الحجاج للرمي، يظهر القول بعدم صحة الرمي قبل الزوال، إلا في الضرورة القصوى كما أنه لا يعتبر الزحام سبباً للتيسير وذلك لأنه يمكن تلافي ذلك باختيار الوقت المناسب، وكذلك فإن الناظر في مشاكل الحج يعلم أن الزحام ليس هو المشكلة الأساسية فقط.
أما فضيلة الدكتور/ يوسف بن عبد الله الشبيلي أستاذ الفقه المشارك بالمعهد العالي للقضاء فقد نحى في المسألة منحا آخر إذا يرى جواز الرمي قبل الزوال في اليوم الثاني عشر للمحتاج لذلك من المتعجلين لخشية فوات رحلة طائرة أو حافلة أو فوات رفقة دفعاً للزحام
ونحو ذلك يتجه فضيلة الدكتور فؤاد الغنيم جامعة الإمام حيث يرى جواز الرمي قبل الزوال لمن احتاج إلى ذلك فقط أخذاً من أن الرخص ينبغي أن تعتبر فيمن احتاج إليها.
وفي مقابل هذه الفتاوى يرى فضيلة الدكتور/ جميل اللويحق أستاذ الفقه المشارك بجامعة الطائف صحة الرمي قبل الزوال على أن لا يكون ذلك طرحاً عاماً مقنناً وإنما لا يحرج على الناس فيه، ويذكر جوازه، ويحث الناس على الأفضل وهو الذي فعله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أما الزحام وأثره في هذه المسألة فهو مؤيد لا أكثر. وأصل المسألة عموم النصوص والأدلة.
ومع أن فضيلة الدكتور عبد الله بن حمد السكاكر أستاذ الفقه المشارك بجامعة القصيم يرى صحة الرمي قبل الزوال إلا أنه يخالف الغالبية في عدم اعتبار مسألة الزحام سببا للتخفيف إذ يرى ويؤكد على أن الزحام والمشقة سبب في الترجيح وإعادة التأمل والنظر.
http://www.islamfeqh.com/news.php?go=fullnews&newsid=102
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:01 م]ـ
راي الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله
يقول السائل: ما حكم الرمي قبل الزوال؟
بالنسبة ليوم النحر فالرمي فيه من طلوع الشمس إلى غروبها، وإن رمى بعد غروبها فلا حرج -إن شاء الله تعالى- لكن بالنسبة لأيام التشريق فلا رمي إلا بعد الزوال، والنبي -عليه الصلاة والسلام- وجميع أصحابه إنما رموا بعد الزوال، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((خذوا عني مناسككم))، فكانوا يتحينون الزوال، يعني ينتظرونه, والرسول -عليه الصلاة والسلام- يحبس أصحابه حتى تزول الشمس، فإذا زالت رمى، ولو كان الرمي قبل الزوال جائزاً لرخص لبعضهم أو قال: ارموا وأنا أفعل الأفضل، لكن لما لم يرمِ أحد من أصحابه قبل الزوال، وقد رمى وانتظر وتحين الزوال وقال: ((حذوا عني مناسككم)) دل على أنه لا يجوز الرمي قبل الزوال.
الذين يفتون بالرمي قبل الزوال، هذا رأي أبي حنيفة، في اليوم الأخير في يوم النفر الأول، ومن يفتي به مطلقا -كما نسمعه في هذه الأيام- قصدهم التخفيف والتيسير على الناس؛ وجد الزحام الشديد مما لا يوجد نظيره فيما تقدم فرأوا أن هذه المشقة تجلب التيسير، فرأوا أن توسعة الوقت يحل الإشكال، والذي في نظري وتقديري أنه لن يحل الإشكال، كونهم يرمون قبل الزوال لن ينحل الإشكال، فالإشكال الموجود في يوم العيد -في ضحى يوم العيد- سوف ينتقل إلى أيام التشريق؛ لأن الناس مجبولون على العجلة، {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [(37) سورة الأنبياء]، فالذي يزاحم مع زوال الشمس، سوف يزاحم مع طلوع الشمس، والذي يتضرر مع زوال الشمس، سوف يتضرر مع طلوع الشمس، وهكذا، فطول الوقت لا يحل الإشكال، فعلينا أن نلتزم بالسنة، والرمي قبل الزوال لا يجوز عند جماهير أهل العلم.
¥