2 - اتفق الفقهاء والأطباء على أن الغيبوبة وتوقف الدماغ ليس موتاً فحالات الغيبوبة المؤقتة مهما طالت والإغماء الطويل أو السبات العميق (أي غياب الوعي مهما طال الزمن) وكذلك السكتة الدماغية وهي خلل مفاجيء في تدفق الدم في جزء من الدماغ) فلا تعتبر موتاً، وقد استطاع الطب الحديث علاج العديد من المصابين بالسكتة الدماغية وتأهيلهم. وهكذا القلب يمكن أن يتوقف عدة مرات (السكتة القلبية) ولكن خلايا القلب حية فلا يعتبر ميتاً لأن الجهاز العصبي لم يمت ويمكن إسعافه ما دام الدماغ حياً عبر أدوات الرعاية المركزة وأجهزة الإنعاش الصناعي.
3 - ثم وقع الخلاف بينهم فيما إذا تم تشخيص موت الدماغ وفق الأصول المشروطة طبيا، وبواسطة الأطباء الموثوق بهم، وأمكن الإبقاء على التنفس وعمل القلب عبر أجهزة الإنعاش الصناعي=فهل يحكم بموت الشخص بمجرد موت دماغه ولا ينظر إلى عمل القلب، أم لا بد من توقف القلب عن النبض حتى يحكم بموت الإنسان؟ ودونك أقوال أهل العلم في المسألة:
القول الأول: أن موت دماغ الشخص دون قلبه لا يعد موتاً بل لا بد من توقف القلب عن النبض حتى يحكم بموت الإنسان.
القائلون بهذا القول:
1 - المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي [الدورة العاشرة المنعقدة بمكة المكرمة عام 1408ه]
2 - لجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية [بحوث ندوة الحياة الإنسانية بدايتها ونهايتها (ص/433)
3 - الشيخ عبد العزيز بن باز [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (13/ 366 - 367)].
4 - الشيخ جاد الحق علي جاد الحق [بحوث وفتاوى في قضايا معاصرة (5/ 612 - 625)]
5 - الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد [فقه النوازل له (ص/233 - 243)]
6 - الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي [قضايا فقهية معاصرة له (ص/127)]
7 - الدكتور توفيق الواعي [بحوث ندوة الحياة الإنسانية بدايتها ونهايتها (ص/461 - 484)
8 - الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي [أحكام الجراحة الطبية (ص/352 - 354)]
9 - الشيخ عبد الله البسام [أحكام الجراحة الطبية (ص/344)]
10 - محمد المختار السلامي [بحوث ندوة الحياة الإنسانية بدايتها ونهايتها (ص/451)
11 - الشيخ بدر المتولي عبد الباسط [بحوث ندوة الحياة الإنسانية بدايتها ونهايتها (ص/445)
12 - الشيخ عبد القادر محمد العمادي [بحوث ندوة الحياة الإنسانية بدايتها ونهايتها (ص/485)
أدلة القائلين بهذا القول
1 - قوله تعالى:] أم حسبت أن أصحاب الكهف …إلى قوله: ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا [سورة الكهف، الآيات (9 - 12) وجه الدلالة: أن قوله سبحانه (بعثناهم) أي أيقظناهم،وهذه الآيات فيها دليل واضح على أن مجرد فقد الإحساس والشعور وحده لا يعتبر دليلاً كافياً للحكم بكون الإنسان ميتاً كما دلت عليه الآية الكريمة.
2 - قاعدة (اليقين لا يزول بالشك).
وجه الاستدلال: أن اليقين في هذه الحالة المختلف فيها هو حياة المريض باعتبار الأصل ولأن قلبه ينبض، والشك في موته لأنه دماغه ميت فوجب علينا اعتبار اليقين الموجب للحكم بحياته حتى نجد يقيناً مثله يوجب علينا الحكم بموته.
3 ـ قاعدة (الأصل بقاء ما كان على ما كان).
وجه الاستدلال: أن الأصل أن المريض حي فنحن نبقى على هذا الأصل حتى نجزم بزواله
4 ـ الاستصحاب:
ووجهه أن حالة المريض قبل موت الدماغ متفق على اعتباره حياً فيها فنحن نستصحب الحكم الموجود فيها إلى هذه الحالة التي اختلفنا فيها ونقول إنه حي لبقاء نبضه.
5 - النظر: ووجهه: أن حفظ النفس يعتبر من مقاصد الشريعة الإسلامية التي بلغت مرتبة الضروريات التي تجب المحافظة عليها، ولا شك أن الحكم باعتبار المريض في هذه الحالة حياً فيه محافظة على النفس وذلك يتفق مع هذا المقصد العظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية والعكس بالعكس.
القول الثاني: القول الثاني: يعتبر موت دماغ الشخص دون قلبه موتاً حقيقياً، ولا يشترط توقف القلب عن النبض حتى يحكم بموت الإنسان.
القائلون بهذا القول:
1 - مجمع الفقه الإسلامي بجدة [قرارات وتوصيات المجمع للدورات من (1 - 10) (ص/36)]
2 - الدكتور عمر سليمان الأشقر [بحوث ندوة الحياة الإنسانية بدايتها ونهايتها (ص/146)
3 - الدكتور محمد سليمان الأشقر [بحوث ندوة الحياة الإنسانية بدايتها ونهايتها (ص/428) (11)
4 - الدكتور محمد نعيم ياسين [بحوث ندوة الحياة الإنسانية بدايتها ونهايتها (ص/420)
¥