ولا يرد على ذلك ماجاء في بعض الأدعية النبوية من ألفاظ متوالية، فهي غير مقصودة، ولا متكلفة؛ ولهذا فهي في غاية الانسجام.
• **************************************
التنبيه الخامس
ويُجْتَنَبُ اختراع أدعية، فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة؛ لما تحدثه من تحريك العواطف، وإزعاج الأعضاء، والبكاء، والشهيق، والضجيج، والصعق، إلى غير ذلك مما يحدث لبعض الناس حسب أحوالهم، وقدراتهم، وطاقاتهم، قوة، وضعفا.
ومنه: تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر، ومن أهوال يوم القيامة، أوصافا وتفصيلات، ورص كلمات مترادفات، يخرج عن مقصود الاستعاذة، والدعاء، إلى الوعظ، والتخويف، والترهيب.
وكل هذا خروج عن حد المشروع، واعتداء على الدعاء المشروع، وهجر له، واستدراك عليه، وأخشى أن تكون ظاهرة ملل، وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فيبطلها.
• **************************************
التنبيه السادس
ويُجْتَنَبُ التطويل بما يشق على المأمومين، ويزيد أضعافا على الدعاء الوارد، فيحصل من المشقة، واستنكار القلوب، وفتور المأمومين، مما يؤدي إلى خطر عظيم يخشى على الإمام أن يلحقه منه إثم.
وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ في مقدار القنوت في الوتر على ثلاث روايات:
1 - بقدر سورة: (إذا السماء انشقت).
2 - بقد دعاء عمر ـ رضي الله عنه ـ ويأتي.
3 - كيف شاء.
لكن إذا كان القانت إماما فلا يختلفون في منع التطويل الذي يشق بالمأمومين.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ لما أطال في صلاة الفريضة: (أفتان أنت يامعاذ؟) فكيف في هذه الحال!
• **************************************
التنبيه السابع
ويُجْتَنَبُ إيراد أدعية تخرج مخرج الدعاء، لكن فيها إدلال على الله ـ تعالى ـ حتى إنك لتسمع بعضهم في أول ليلة من رمضان يدعو قائلا: (اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا) وقد يدعو بذلك في آخر رمضان، ولا يقرنه بقوله: (وتجاوز اللهم عن تقصيرنا، وتفريطنا).
• **************************************
التنبيه الثامن
ويُتْرَك زيادة ألفاظ لاحاجة إليها، في مثل قول الداعي: (اللهم انصر المجاهدين في سبيلك) فيزيد: (في كل مكان) أو يزيد: (فوق كل أرض وتحت كل سماء) ونحو ذلك من زيادة ألفاظ لامحل لها، بل بعضها قد يحتمل معنى مرفوضا شرعا.
ومن الألفاظ المولدة لفظة: (الشَّعْب) في الدعاء المخترع: (واجعلهم رحمة لشعوبهم ... ).
• **************************************
التنبيه التاسع
ولا يأتي الإمام بأدعية لها صفة العموم، بل تكون خاصة بحال ضر، أو نصرة، ونحو ذلك.
ومنه الدعاء بدعاء نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ في سورة طه/25 - 35 إلى قوله: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) إلى آخر الآيات.
• **************************************
التنبيه العاشر
ليس من حق الإمام أن يراغم المأمومين، ولا أن يضارهم بوقوف طويل يشق عليهم، ويؤمنون معه على دعاء مخترع لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو يكونوا في شك من مشروعيته، وبينما هو في حال التغريد والانبساط فهم في غاية التحرج والانزعاج.
ولو سمع بعض الأئمة ما يكون من بعض المأمومين بعد السلام من تألم، وشكوى من التطويل، وأدعية يؤمن عليها ولا يعرفها، وتستنكرها القلوب؛ لرجع إلى السنة من فوره.
فيجب على من وفقه الله وأم الناس في الصلاة، أن يتقيد بالسنة، وأن لايوظف مزاجه، واجتهاداته مع قصور أهليته، وأن يستحضر رهبة الموقف من أنه بين يدي الله ـ تعالى ـ وفي مناجاته، وأنه في مقام القدوة، وتلقن المسلمين للقنوت المشروع، ونشره، وتوارثهم له.
ومن استحضر هذه المعاني في قلبه، لم يقع في شيء من ذلك، نسأل الله ـ سبحانه ـ البصيرة في دينه، وأن لايجعله ملتبسا علينا فنضل.
كما يجب على المأموم إحسان الظن بإمامه في الصلاة، وأن يتحلى بالتحمل، وأن لايبادر إلى الاستنكار إلا بعد التأكد من أهل العلم الهداة، ومن ثم يكون تبادل النصيحة بالرفق واللين، والبعد كل البعد عن التشنيع، وإلحاق الأذى به، ومن فعل فقد احتمل إثما.
وقد لوحظ أن بعض المأمومين لايتابع الإمام برفع اليدين للدعاء والتأمين، وهذه مشاقة وحرمان.
منقول
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 11 - 03, 11:19 ص]ـ
قراءة القرآن في فروض الصلوات الجهرية، وقد تكلم الشيخ صالح ال الشيخ عن هذا الامر وقال ان هذا الفعل يقارب البدعة (لا ادري هل ينقل رأي غيره او يذكر رأيه).
تم التأكد من كلام الشيخ صالح آل الشيخ حيث ثبت ان قوله (يقارب ان يكون بدعة) هو من قول الشيخ صالح وهذا رأيه في المسألة لما ذكرت لك من عدم وروده عن السلف الصالح الذين هم احرص الناس على اتباع السنة.
وقد استغل بعض ائمة المساجد خسوف القمر بالامس القريب لقراءة ماتيسر لاستعجال الختمة.
ارجو من الاخوة المشاركة في تأصيل المسألة، وان الشيخ صالح قد سبق الى هذا القول ام لا.
¥