ففكر ملياً، ثم، قال قد جاءت نصوص مشابهة، ولم يرد بها الكفر الأكبر ثم ذكر قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} وقال: تعرفُ ما فيها من كلام ..
فقلتُ له: هل ترى فرقا بين الغيب الذي وقع، ومضى، وبين أمور المستقبل؟
فقال: النصوص عامة جاءت بالتصديق، والحكم لا يختلف.
فقلتُ له: ما رأيك في التقسيم غيب نسبي، ومطلق من صدق بالمطلق كفره أكبر، ومن صدق بالنسبي كفره أصغر .. ؟
فقال: التقسيم هذا لا يغير الحكم.
فقلتُ له: ما رأيك فيمن قال: إن من صدق الكاهن في الأمور الخمسة المذكورة في سورة لقمان (إن الله عنده علم الساعة .. الآية)، وفي الحديث .. في خمس لا يعلمهن إلا الله ... فكفره أكبر؟
فقال: هذا وجيه.
فقلتُ له: هل يضعف كونه كفر أكبر أن قرن الحديث في بعض الروايات بإتيان المرأة في دبرها؟
فقال: نعم هذا قد يضعف.
فقلتُ: هل وجود شبهة أن الكاهن قد يخبره بعضُ شياطينه بما اطلعوا عليه من الأمور فلا يكون غيبا بالنسبة لهم، يضعف القول بأنه كفر أكبر؟
فقال: هو قد يعلم بعض هذه الأمور من شياطينه، ويخبر الناس ببعض أمورهم التي فعلوها، وهذا ثابت موجود يعرفه الناس ..
فقلتُ له: القول بأنه كفر، ونقف، و لا نأول كما روي عن أحمد؟
فقال: مرادهم من هذا أنه كفر دون كفر، وليس كفرا أكفر، لكن لا يفسر لئلا يتساهل بذلك السامع.
فقلتُ له: فهل ترى أن يشهر هذا القول؟
فقال: لا بل يقال للناس كما جاء في الحديث، ولكن في مذاكرة طلبة العلم والدروس يختلف، لأنك تحتاج إلى التقسيم والتفصيل، ثم ضرب مثلا فقال:
كما في قوله {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} يخوف الناس، وتتلى عليهم هذه الآيات، ولا يقال: للعامة من أكل ما اليتيم فهو تحت المشيئة إن شاء غفر له ... فمجال مدارسة العلم، غير مجال الزجر، والنهي عن المعاصي ...
ولذا جاءت النصوص بهذه الصورة، وجاءت النصوص العامة التي تندرج تحتها نصوص الوعيد ... اهـ.
هذا جملة ما داري بيني وبين فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك كتبته بالمعنى الذي حفظته وفهمته، وقد أكون أخللت بشيء يسير من غير قصد. والله أعلم.
يتبع إن شاء الله ..
ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[14 - 01 - 04, 02:55 ص]ـ
ذهب الحنفي في كتابه (أحكام الجان) إلى جواز سؤال الكاهن عن الأمور التي وقعت ويمكن معرفتها منه بواسطة الجن!، واستدل على ذلك بأثر، وهو أن عمر بن الخطاب فُقد ذات يوم فسأل أ [و موسى الأشعري رجلا كان له رئي من الجن، فأخبره أنه يسم الصدقة، عذرا الأثر (من ذاكرتي) وقد قواه ابن كثير في مسند الفاروق وله طريقان في (فضائل الصحابة لأحمد) لعله يتقوى بها
وأيضا جوز بعض السلف جواز فك السحر بالسحر للضرورة وهو ما يفتي به العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما نقله الشيخ العبيكان عنه وغير واحد، أليس هذا من باب أولى
والمسألة يجب التفريق فيها بين سؤال العراف فيما وقع وهو معلوم لدى بعض الخلق
وسؤاله فيما لم يقع، هذا نقاط لإجل تحرير الموضوع والله أعلم
ـ[المقرئ.]ــــــــ[14 - 01 - 04, 07:02 ص]ـ
قرأت هذا المبحث العقدي ومافيه من فوائد ماتعة ولكن كلام العلامة البراك غاية في النفاسة والقوة:
وعندي أن بحث مثل هذا السؤال لابد من معرفة ملحظ مهم وهو أن الغيب ما سمي غيبا إلا لغيابه والجن لا يعلمون الغيب وهم مخلوقات مثلنا لا يعلمون من الغيب إلا بالأسباب المعلومة إما خبر مصدق أو علم مشاهد وما عداه فإنه يكون رجما بالغيب إذا لا حت لك هذه المقدمة علمت أن الذهاب إلى الكهان لمعرفة أمور غيبية كمعرفة مافي غد أو معرفة كم تبقى من حياته فهذا كفر أكبر ولاشك لأنه اعتقد لهم شيئا من خصائص الربوبية والإلهية التي لا تكون إلا لله
وأما الذهاب إليهم لمعرفة ماخرج عن الغيب المطلق لكونه وقع وهناك من يعلمه من إنس وجن ولم يكن غيبا مخفيا عن البشر وذهب إليهم لأن الشخص يعتقد أن للجن قوة في بعض طرق البحث قد لا تكون للبشر فهذا هو المحرم لأن الشارع سد هذا الباب لأنه ذريعة للتعلق بالكهان والسحرة @ويذكرني هذا بقصة ذلك الحاكم الذي جمع عالما وكاهنا فقال الحاكم أيها العالم تزعم أن الكهان لا يعلمون المجهول مع أنهم يعلمون! فقال العالم لا يمكن أن يعلموا إلا ماخرج عن حد الغيب فأخذ الحاكم كفا من حصا وعدها ثم أقفلها بيمينه وقال للعالم كم في يدي من حصاة فقال العالم لا أعلم ثم سأل الكاهن فقال: فيها كذا بنفس العدد فقال الحاكم أصبت أيها الكاهن فماذا تقول أيها العالم!! فقال العالم للحاكم: خذ كفا من حصا دون أن تعده ثم سل، ففعل الحاكم فلم يستطع الكاهن أن يجيب فسأل الحاكم العالم عن السر فقال العالم في المرة الأولى علمت عددها فخرج هذا عن الغيب ولم يكن غيبا مطلقا وبإمكان الشيطين أن تدل الكاهن على العدد وأما المرة الثانية فما يعلمها أحد يخبر به الكاهن!! [أرجو أن لا أكون قصاصا] وأستغفر اله
لكن:
سمعنا أن بعض القراء يدعون أنهم يستخدمون الجن الصاحين في أمور الخير ويستدلون بما لا يخفى على مشايخنا النبهاء النبلاء فهل المسألة تبقى على ماهي عليه أم أن في المسألة تفصيلا
المقرئ = القرافي
¥