ومما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يأبى هذا لأمته ما جاء عنه واشتهر:" ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء" () " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام () " لا تجعلوا قبري عيداً" () وأحاديث كثيرة ظاهرة أن الذي يحبه لا يأتي إلى قبره لأجل هذا الغرض، بل هذا حاصل للأمة ولم يحوجوا إلى شد الرحال ليقفوا عند قبره، فليست عبثاً، بل مراد معناها، وأنه يكتفي بذلك.
(تقرير)
(1365 ـ الزيارة بعد ما يفرغ من الحج، لا قبله)
الزيارة بعدما يفرغ من الحج. ولا يبدأ بها على الحج كما يفعله كثير، وهذا في الحقيقة من صنيع الخرافيين ومن يلحق بهم ويشابههم، حتى إن بعض من يحج يرجع من المدينة ويقول: يكفيني عن حج البيت. وهذا غلو في الحجرة لا يأتون للمسجد. (تقرير)
(استشكال وجوابه)
إن قيل: إذا كانت الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في المسجد النبوي بالاضعاف المذكورة، فكيف يقصد إلى المدينة ويزور المسجد النبوي.
فيقال: هذا كسائر الأعمال الصالحة التي في بعضها من الفضيلة الشيء الكثير ولا يقال يكتفي بهذا، بل هذا نوع وهذا نوع، وكمال الاتباع أن يتبع صلى الله عليه وسلم ويرغب فيما رغب فيه على وجوهه المتنوعة، ولهذا في الحديث:" لا تشدُ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" () فهذه مساجد الأنبياء،وفضائلها مستقرة إلى يوم القيامة. أما ما عداها من المساجد ففيها فضلها، ولكن قد يعرض عارض فتنتقل تلك الفضيلة. (تقرير)
(1376 ـ س: " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" ().
جـ ـ ليس فيه دليل على أنه يدفن فيه.
ومن معناه أن هذه هي الروضة النبوية، وأن بها بدأ العلم، وبيان النبي صلى الله عليه وسلم الشرع: بيان الكتاب والسنة، وأخذ الصحابة عنه ذلك. ثم كونه لا يزال كذلك موجودة، فإن العلم ولا سيما علم الشرع والعمل به روضة من رياض الجنة في الدنيا بالمعنى، ثم يحصل بحفظه حصول روضة من رياض الجنة حسية.
وقد بين الوالد الجد الشيخ عبد اللطيف هذا المعنى في رده على ابن منصور، أو في أحد ردوده، وأظن معناه مأخوذ من كلام شيخ الإسلام. قريب منه في المعنى ما جاء " ومنبري على حوضي" () (تقرير)
(1368 ـ س: زيارة النساء لقبر الرسول، والسلام عليه في القر؟
جـ: الأصل في الأحاديث عموم النهي، فعلى القائل الدليل، ولا دليل. هذا بالنسة إلى الزيارة ().
أما السلام فلا يقدر عليه، لا يتوصل الرجال ولا النساء للسلام عليه في القبر، لأنه لا يوصل إليه. وقيل بالمنع مطلقاً. (تقرير)
(1369 ـ س: يمنعن من الصلاة في مسجده؟
جـ: لا أعلم جنسه () لكن من غير استقصاء، والنساء عورات بكل حالا. والبحث يقدر إذا صرن كذا وكذا () فالمنع ظاهر.
عمر رضي الله عنه منع أمهات المؤمنين من الحج، وفي الحديث: " هذه ثم ظهور الحُصر" () وأمهات المؤمنين امتنعن إلا عائشة فإذا صار هذا شأن الحج فما الظن بزيارة المسجد. (تقرير)
(1370 ـ هل للدعاء عند قبره أصل شرعي)
قوله: ثم يستقبل القبلة، ويجعل الحجرة عن يساره،ويدعو بما أحب.
يعني يتنحى عن الحجرة إلى جهة المغرب،ويجعلها عن يساره على ما ذكر الأصحاب، يصير متنحياً عن القبر.
وبكل حال إذا كان على هذا حجة شرعية فاستحبابه كما ذكر،وإلا فلا، إلا أني لا أذكر إنكار كلامهم عن أحد () (تقرير)
(1371 ـ س: الزيارة الرجبية ـ زيارة قبر النبي في رجب)
جـ: ما لها أصل. نعم جاء في الحديث أن إحدى عمر النبي في رجب، ولكن هذا غير ثابت، وهذا وهم، الرسول ما اعتمر في رجب قط كما قالت عائشة. نعم رجب ما فيه إلا أنه أحد الأشهر الحرم، والمشهور أنه نسخ تحريم القتال فيها. (تقرير)
(1372 ـ فتوى في الموضوع)
وصل إلى دار الإفتاء من الأخ سعد بن عبد الرحمن عتيبي سؤال عن تخصيص بعض أيام شهر رجب " بالزيارة" هل له أصل؟ وهل هناك نص شرعي بفضل رجب بغير أنه من الأشهر الحرم؟ وهل " المعراج " مؤكد أنه في سبع وعشرين من رجب؟
فأجاب سماحة المفتي بالجواب التالي:
¥