تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَرَأَى إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الشَّبَابَ قَدْ تَقَدَّمُوا عَلَى الْمَشَايِخِ فَقَالَ: مَا أَسْوَأ أَدَبَكُمْ لَا أُحَدِّثُكُمْ سَنَةً.

فَإِنْ كَانَ الْأَصْغَرُ أَعْلَمَ فَتَقْدِيمُهُ أَوْلَى.

ثُمَّ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: كُنْت مَعَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ يَوْمًا نَعُودُ مَرِيضًا فَلَمَّا حَاذَيْنَا الْبَابَ تَأَخَّرَ إِسْحَاقُ، وَقَالَ لِيَحْيَى: تَقَدَّمْ أَنْتَ، قَالَ يَا أَبَا زَكَرِيَّا: أَنْتَ أَكْبَرُ مِنِّي، قَالَ: نَعَمْ أَنَا أَكْبَرُ مِنْك , وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَتَقَدَّمَ إِسْحَاقُ انْتَهَى كَلَامُ ابْنِ الْجَوْزِيِّ.

وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّ مَنْ لَهُ التَّقْدِيمُ يَتَقَدَّمُ عَمَلًا بِالسُّنَّةِ، وَإِنَّ ذَلِكَ يَحْسُنُ مِنْهُ ,

وَإِنَّ الْأَعْلَمَ يُقَدَّمُ مُطْلَقًا، وَلَا اعْتِبَارَ مَعَهُ إلَى سِنٍّ، وَلَا صَلَاحٍ، وَلَا شَيْءٍ , وَإِنَّ الْأَسَنَّ يُقَدَّمُ عَلَى الْأَدْيَنِ وَالْأَوْرَعِ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ فِي الْمُسْتَوْعِبِ، وَغَيْرِهِ فِي الْوَلِيَّيْنِ فِي النِّكَاحِ الْمُتَسَاوِيَيْنِ فِي الدَّرَجَةِ , وَقَطَعَ فِي الرِّعَايَةِ فِي النِّكَاحِ بِتَقْدِيمِ الْأَدْيَنِ وَالْأَوْرَعِ عَلَى الْأَسَنِّ , وَهَذَا مِثْلُهُ.

فَإِنْ اسْتَوَى اثْنَانِ فِي الْعِلْمِ وَالسِّنِّ , فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَدَّمَ مَنْ لَهُ مَزِيَّةٌ بِدِينٍ أَوْ وَرَعٍ أَوْ نَسَبٍ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.

وَيَنْبَغِي أَنْ يُعْتَبَرَ فِي تَقْدِيمِ الْأَدْيَنِ ثُمَّ الْأَعْلَمِ الطَّرِيقَةُ الْحَسَنَةُ وَالسِّيرَةُ الْجَمِيلَةُ.

وَقَدْ يَتَوَجَّهُ أَنْ يُقَالَ: يُقَدَّمُ بَعْدَ الْأَعْلَمِ مَنْ يُقَدَّمُ فِي إمَامَةِ الصَّلَاةِ عَلَى مَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي الْفِقْهِ.

وَذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بَعْدَ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا}

ـ[مبارك]ــــــــ[02 - 06 - 04, 10:38 م]ـ

حديث: (الأيمن فالأيمن.وفي طريق: الأيمنون، الأيمنون، ألا فيمِّنُوا).

وهو مروي في الصحيحين وغيرهما من طرق عن أنس بن مالك رضي الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ بِلًبَنٍ قد شِيب بماءٍ، وعن يمينه أعرابي، وعن شماله أبو بكر، فشرب، ثم أعطى الأعرابيَّ، وقال: ... " فذكره، واللفظ للبخاري من طريق مالك عن ابن شهاب عنه.

وفي رواية للشيخين وأحمد من طريق أبي طوالة عبدالله بن عبدالرحمن قال: سمعت أنساً يقول:

" أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا هذه فاستسقى، فحلبنا شاةً لنا، ثم شِبتُه من ماءِ بئرنا هذه، فأعطيتُه، وأبوبكر عن يساره، وعمرُ تِجاهه، وأعرابي عن يمينه، فلما فرغ قال عمر: هذا أبوبكر، فأعطى الأعرابي فضلَه، ثم قال: ... " فذكره بللفظ الآخر، والسياق للبخاري: قال أنس: فهي سنة، فهي سنة، فهي سنة.

وقد ورد من حديث سهل بن سعد الساعدي نحوه دون قوله: " الأيمن ... ".

وهو عند البخاري ومسلم ومالك وأحمد والطبراني من طريق أبي حازم عنه.

وفي رواية للبخاري (10/ 101 ـ فتح) والطبراني في " الكبير " (6/ 145 رقم 5792) من هذا الوجه عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال:

" اسقنا ياسهل! ".

قال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ معلقاً في " الصحيحة " (4/ 373):

" وفي الحديث أن بدء الساقي بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لأنه صلى الله عليه وسلم كان طلب السقيا، فلا يصح الاستدلال به على أن السنة البدء بكبير القوم مطلقاً كما هو الشائع اليوم، كيف وهو صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، بل أعطى الأعرابيَّ الذي كان عن يمينه دون أبي بكر الذي كان عن يساره، ثم بين ذلك بقوله: " الأيمن فالأيمن ".

وقال ـ أيضاً ـ الإمام الألبني عند تعرضه لحديث عبدالله بن أبي حبيبة ـ رضي الله عنه ـ أنه سُئِل: هل أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير