وقد ذكرني قولك عن محمد الأمين بقول المتنبي:
ومن البلية عذل من لا يرعوي - - عن غيه وخطاب من لا يفهم
ولكن .. هل يترك محمد الأمين هكذا يتسلط على العلم وأهله بدون أن يوقفه أحد، ويبين له أخطاءه وقبح عيبه على حملة العلم الكرام وطلبته الأفاضل؟
هل يجمل بنا – أخي الفاضل- أن نرى ما يفعله محمد الأمين مع العلم وأهله = ثم نسكت، ألا يذكرك هذا بقول المتنبي أيضا:
واحتمال الأذى ورؤية جانيه - - غذاء تضوى به الأجسام
هل يترك محمد الأمين يسفه إخوانه في الملتقى؟ كلما قام إليه أحد يبين له خطأه في مسألة ما، قام محمد الأمين في وجهه متهما إياه بما تعلمون، متعصب، جاهل، مفتري، أُمي ... أليس هذا أسلوب الكوثري في مواجهة كل من بيّن له سوء تعصبه للإمام أبي حنيفة – رحمه الله – وقبح تعصبه على علماء الأمة فيما بلغ إلينا نبؤه؟ ثم أليس هذا أسلوب كل ظالم أراد أن يسكت أهل الحق عندما قالوا له: اتق الله؟ يقول: متخلفون رجعيون عملاء ... وأخيرا الآن إرهابيون ..
أهل الحديث الكرام:
لازلت أنتظر محمدا الأمين وأمثلتَه على الكذب والافتراء ... الموجودين بكثرة في التعليقات على مقاله المفيد!! عن الإمام مالك وانتشار المذهب المالكي، وحتى يتواضع محمد الأمين ويتجاوب معنا في ذلك، كي يدفع عن نفسه ما أصبح متهما به من تحريف للنصوص، وبتر للمنقولات، وتقوّل على أهل العلم ما لم يقولوا، واتهام للأبرياء – ظلما وجهلا - من أهل العلم وطلبته بما برأهم الله منه، واستمراره في ذلك إلى ساعتنا هذه = أقول حتى يقوم محمد الأمين بذلك، ويجيب عن سؤال أخي أبي زرعة وأسئلتي في التعليقات جوابا شافيا كافيا يتجنب فيه الهروب، والكلام المجمل المهمل الذي لا يجدي نفعا = إلى ذلك الحين هذه مسامرة معه حول ألفاظ ذكرها في مشاركتيه الأخيرتين في هذا الرابط، وأشياء استدل بها ليثبت صحة موقفه ودعواه، أذكر له فيها – باختصار - بعض معاني ما ذكر، حتى يفهم جيدا ما يقول، ولنعلم هل وضع محمد الأمين هذه الألفاظ والاستدلالات موضعها الصحيح؟ أم يستعملها وهو لا يدري معناها؟ أم يستعملها قصد التهويل ورمي مخالفه بما يسوء، من أجل إرهابه وبالتالي إسكاته؟ أم يستعملها لتكون حاجزا بين الإخوة في الملتقى وبين قراءة التعليقات؟ لكي لا يعلموا مقدار ما تورط فيه من ... أم يستعملها هروبا من الجواب عن الأسئلة المشروعة الموجهة إليه؟ سننظر.
وأرجو من الله أن يجد إخواني بعض الفائدة فيما أنقله وأشرحه.
1 - من ذلك لفظة الكذب – أعاذ الله الجميع منه – الذي علم جميع إخواني قبحه، ومجانبته للإيمان:
فالكذب كما عرفه أهل العلم: عدم مطابقة الخبر للواقع، وقالوا: هو إخبار لا على ما عليه المُخْبَر عنه, وإطلاق الكذب على الخبر إذا حوى ذلك يستوي فيه العمد والخطأ. هذا هو المشهور من أقوال أهل العلم، ولهم تعاريف أخرى له، واشتراطات وقيود فيه ليس هذا موضع بحثها.
ولكن للفائدة أذكر كلاما – عسى أن ينفع بعدُ - للعلامة الشيخ الطاهر ابن عاشور – رحمه الله – ذكره في تفسير قوله تعالى: فمن افترى على الله الكذب في سورة آل عمران 94 من تفسيره [التحرير والتنوير] 4/ 10: (والكذب: الخبر المخالف لما هو حاصل في نفس الأمر من غير نظر إلى كون المخَبْر موافقا لاعتقاد المخبر أو هو على خلاف ما يعتقده، ولكنه إذا اجتمع في الخبر المخالفة للواقع والمخالفة لاعتقاد المخبِر كان مذموما ومسبة، وإن كان معتقدا وقوعه لشبهة أو سوء تأويل فهو مذموم ولكنه لا يحقر المخبر به، والأكثر في كلام العرب أن يعنى بالكذب ما هو مذموم).
2 - ومن ألفاظ محمد الأمين: الافتراء – حفظ الله الجميع من شره – قال ابن عاشور: (الافتراء: الكذب، وهو مرادف الاختلاق، مأخوذ من الفري، وهو قطع الجلد قطعا ليصلح به، مثل أن يحذي النعل، ويصنع النطع ... وافترى: افتعال من فري لعله لإفادة المبالغة في الفري، يقال: افترى الجلد كأنه اشتد في تقطيعه، أو قطعه تقطيع إفساد، وهو أكثر إطلاق افترى، فأطلقوا على شئ أنه وقع ولم يقع اسم الافتراء، بمعنى الكذب، كأنه أصله، كناية عن الكذب وتلميح، وشاع حتى صار مرادفا للكذب ... ).
ويضيف العلامة أبو هلال العسكري في فروقه 38 قيدا للافتراء حتى يتميز عن الكذب، فيقول: (افترى قطع على كذب وأخبر به). كأنه – رحمه الله – لاحظ المعنى اللغوي للفري.
¥