تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومَن الجاهل يا محمد الأمين بسوء فعله في هذا المقال وغيره أأنا أم أنت؟ وبإعراضه عن الحق، وعدم تجاوبه مع إخوانه وقد دخل معهم في مناقشات عدة، فيتعالى عليهم ولا يجيب على أسئلتهم المشروعة، مخفيا عجزه وضعفه العلمي وراء ذلك الإعراض، أنا أم أنت؟

6 - ومن ألفاظه الإعراض: وحقيقته عدم الإلتفات إلى الشئ بقصد التباعد منه، مشتق من العُرض، وهو الجانب ... ثم استعمل استعمالا شائعا في الترك والإمساك عن المخالطة والمحادثة، لأنه يتضمن الإعراض غالبا.

قال الإمام القرطبي في تفسيره عند هذه الآية في آخر سورة الأعراف: ( .. إذا أقمت عليهم الحجة، وأمرتهم بالمعروف فجهلوا عليك، فأعرض عنهم، صيانة له عليهم، ورفعا لقدره عن مجاوبتهم).

وبعد فمن هو الجاهل الأحق بالإعراض عنه بعد كل ما تقدم، أأنا أم أنت؟

ومع ذلك فأنا لا أخذ بآية وأترك آيات، بل أتبع فيك أوامر الله كلها، فلا أعرض عنك حتى أقيم عليك الحجة، وأبالغ لك في الإعذار. رجاء صلاح حالك، وفيئك للحق، لأني لم أيئس منك بعدُ، شأن الناصح الساعي بكل وسيلة إلى الإرشاد والهدى.

ألم أقل لك يا محمد الأمين – سابقا – بعد أن قلتَ: إنك تحب مناقشتي، لا تتحول عن ذلك وإن قسوت عليك؟

7 - ومن ألفاظه الإصرار: وأصله من الصَّر أي الشدّ، ومنه الصرة وهي ما تعقد فيه الدراهم، أصر على فعله: إذا داومه ولازمه.

والإصرار: العزم على الشئ، والإجماع عليه، والإصرار على الذنب: التشدد فيه، والامتناع من الإقلاع عنه.

فمن المصر على ما هو عليه من الجهل و ... – لو تعقل – يا محمد الأمين أنا أم أنت؟

أليس المصر من يقال له: نص بعض أهل اللغة على صحة هذه اللفظة، وبالمقابل لم نر لأحد منهم نصا صريحا على أنها لحن، ثم يصر بدون حجة على أنها لحن؟

أليس المصر من يقال له: اتفق النسابة على أن الإمام عربي أصبحي، وأن ما تستدل به من قول البعض هو في الاختلاف حول اسم جده الأعلى .. ثم يصر على أن المسألة خلافية؟ ويذهب – مستنجدا - إلى الكوثري يأتي بما استشهد به على طعنه في نسب الإمام ظلما، والعجب منه يأخذ قول الكوثري – الهالك كما يقول عنه – ويترك قول العلامة السني السوي المعلمي في رد هذا الباطل.

أليس المصر من يقال له: إن الإمام أحمد لم يوافق ابن أبي ذئب على قوله ذاك، والرواية أمامك هكذا، وفيها كذا وكذا؟ ويستمر في تقوله ذاك على الإمام.

أليس المصر من يقال له: هذه رواية موضوعة فلا يحتج بها، والرواية الأخرى التي تظنها تقويها تالفة مثلها، فكيف تتقوى بها؟ ويبقى على ذلك لا يتزحزح.

أليس مصرا على تغييره للنصوص من يقال له: نصُ الإمام ابن خلدون – رحمه الله - في مقدمته هكذا: ( .. فاقتصروا على الأخذ عن علماء المدينة، وشيخهم يومئذ و إمامهم مالك وشيوخه من قبله، وتلميذه من بعده .. ) وهذا في عدة نسخ، أصحها نسخة الدكتور على عبد الواحد وافي، وقبله نسخة المطبعة الأزهرية المصرية، طبعة سنة 1311 هجرية، وقبل ذلك نسخة الفرنسي أ. م. كاترمير طبعة باريس سنة 1858 م. وغير ذلك حتى نسخة دارالكتب العلمية المطبوعة مع التاريخ الكامل لابن خلدون.

ثم يصر على أن النص هكذا: ( .. فاقتصروا عن الأخذ عن علماء المدينة يومئذ. وإمامهم مالك وشيوخه من قبله وتلميذه من بعده. وما ذلك إلا تحاملا على الإمام أن يكون شيخ المدينة يومئذ وإمامها.

فمن المصر على جهله وعدوانه يا محمد الأمين؟

إلى كم ذا التتابع والتمادي - - وكم هذا التصامم والتعاشي

8 - ومن ألفاظه الحشو: وهو زيادة اللفظ على المعنى، ويفرق بعضهم بين الحشو والتطويل، بأن الزيادة فيه متعينة.

أو هو ما يفسر العبارة ظاهرا، مع أنه لا يضيف جديدا.

وقيل: أن يكون اللفظ زائدا لا لفائدة، بحيث يكون الزائد متعينا، لسلامة وزن، أو لرعاية فاصلة في السجع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير