لا ينبغي العدول عن دراية .... إذا أتى بوفقها رواية
وهذا المرجح مهم جدا جدا في مسألتنا المذكورة، حيث يقول ابن عابدين في شرحه لهذا البيت من منظومته: إذا اختلفت الروايات عن أبي حنيفة في مسألة فالأولى بالأخذ أقواها حجة. 1/ 36 طـ عالم الكتب
فاحفظ هذا المرجح
المرجح الخامس / عدم قبول ما رجع عنه المجتهد لكونه منسوخا
قال ابن عابدين:
و كل ما رجع عنه المجتهد ... صار كمنسوخ فغيره اعتمد
و لم يذكر أهل المذهب شيئا من هذا في مسألتنا، بل روايات منقولة
فلا التفات لهذا المرجح
المرجح السادس / ترجيح ما في المتون
و سبق أن ذكرته أخي الكرم و أنه لا عمل له في المسألة
فلا التفات له
المرجح السابع / إن كان أحد القولين المصححين يثبت بالاستحسان
و لا دخل لهذا المرجح معنا إذ المسالة في العورة تنصيصية
المرجح الثامن / أن يكون القول أوفق للزمان
قال ابن عابدين:
أو كان ذا أوفق للزمان ....
و احفظ هذا الضابط
المرجح التاسع / أن يكون القول أوضح في البرهان
قال ابن عابدين:
.... أو كان ذا أوضح في البرهان
و احفظ هذا الضابط
و الحاصل //
أنه أصبح لدينا من المرجحات الصالحة للإعمال في المسالة أربعة مرجحات
الأول / الترجيح بالأكثر الثاني / الترجيح بتعضيد الرواية للدراية
الثالث / الترجيح بموافقة الزمان الرابع / الترجيح بأوضحية البرهان و لنر الآن ــ و قد تعددت الترجيحات ــ مدى ما يأخذه كل قول من المرجحات
أما الترجيح بالأكثر، فهذا لا نقاش في أنه ينصر القول بعدم العورية مطلقا
و أما الترجيح بتعضيد الرواية للدراية ... فهذا هو محل بحثي
قول بعدم العورية
و قول بالعورية
و قول بالتفريق بين حال الصلاة و غيرها
و الله تعالى يقول {ياءيها النبي قل لأزواجك وبناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}
و النبي صلى الله عليه و سلم يقول ((المرأة عورة))
فواضح تمام الوضوح أن الرواية و ما هو أقوى منها في النقل و هو ظاهر القرآن يؤيدان القول بكون القدمين عورة
و لا أعلم حديثا ـ و لو ضعيفا أو موضوعا ـ يفيد جواز إبداء المرأة لقدميها
و أما الترجيح بموافقة الزمان ... فهذا أيضا محل بحث جيد ... تظهر فيه ملكة دارس الفقه في اعتبار أحوال الزمان، و تصور الفرق بين الحال الأول و الحال الحاضر
فإن من أجازوا للمرأة إظهار قدميها عللوا ذلك بأنها (مضطرة) لإبدائها حين المشي حافية، أو إذا ارتدت النعل ....
أقول ـ محمد رشيد ـ:
قد يكون هذا في الزمن الأول حيث كانت المرأة بالفعل تتكلف في ستر قدميها التي تكون مكشوفة تلقائيا لحركتها على الأرض و خروجها من تحت الثياب و طبيعة النعال التي كانت على زمنهم، و التي ما كانت تتعدى كونها نعلا و أربطة جلدية أو ليفيّة تشد بها القدم على النعل ....
و لكن ـ كما يظهر لغير المجادلين ـ ما أصبح هذا ضرورة أو مشقة في زماننا، بل عكسه هو الشاق
فقد توفرت في أزماننا (الأحذية) العادية جدا، و التي هي مصنوعة من الجلد الذي يغطي كل القدم، و قد يصل إلى الركبة (بوت)
و ما نرى من تسير حافية في الطريق إلا (المجنونة)
حتى افقر أفقر أفقر النساء، و التي تعمل خادمة أو بوّابة على منزل ـ للأسف في هذا الزمان الرديء ـ لفا يصعب عليهن ارتداء هذا (الحذاء) الذي يستر القدمين سترا كاملا، و نكاد لا نرى النعل (الشبشب على الدارج لدى المصريين) إلا في البيوت، و يعاب و تعاب من يسير في الطريق به
أصبح هذا الحذاء الذي يسهل لبسه ـ و الذي هو صورة للخف ـ هو المعتاد في الارتداء، و أصبح المعهود هو ستر القدم تماما، وأصبح هذا هو المتعارف عليه، و أما ما خرج علينا في هذه الأيام من فعل الفاسقات العاهرات بنات الديايثة العاهرين عديمي النخوة من ارتداء النعال الرقيقى جدا و شدها على كفي القدمين بأحزمة رقيقة شدا شديدا ليبرز الجلد من خلالها و قد زينت قدميها بـ (المونيكير) فهذا لا اعتبار به في شرعنا الحنيف، بل يزيد حرمة إلى حرمته بكونه من قعل بنات العاهرين الديياثة الذي سمحوا ـ بل حرضوا بناتهم ـ على الخروج في هذه الهيئة
و حسبنا الله و نعم الوكيل
و ما يذكره بعض العلماء من أن القدم تخف فيها الشهوة، أو أن الوجه جاز كشفه مع كونه أشد في حدوث الشهوة من القدم، فهو خلاف الواقع
و لا يعاند في ذلك إلا مكابر
¥