إن أردتم طلب معرفة بشرية لا شرعية فالباب مفتوح لكم بكل وسائل المعرفة البشرية التي تحصل اليقين، والظنون الراجحة، والاحتمالات المرجوحة.
وإن أردتم معرفة شرعية فلا يحق لكم أن تسموا أي معرفة معرفة شرعية إلا بشرط أن تكون مراداً للشرع وبنفس وسائل المعرفة الاتي يدرك بها الشرع.
ولا يدرك الشرع إلا بلغة العرب في ملاحنها وأساليبها، لأن الشرع نزل بلغة العرب.
فكل مفهوم من نص شرعي لا يعينه أو يرجحه أصح المآخذ في لغة العرب فليس معرفة شرعية.
والله الذي نزل الشرع وخلق العقل البشري حدد دور المعرفة العقلية في مجال الشرع فلم يجعل له أن يزيد على الشرع أو ينقص منه أو يستبدله باقتراح.
وإنما جعل الله دور العقل في فهم الشرع على ماهو عليه، والتمييز بين أحكامه، واستنباط قوانينه العامة، وتركيب البرهان من جملة النصوص؛ لأن أحكام الديانة ليست في آية واحدة ولا حديث واحد.
وجعل الله للعقل البشري في نطاق الشرع مجالاً إيجابياً حتمياً ليس من باب الإضافة أو النقص أو الاقتراح وإنما هو من باب الحتمية في الفهم، وهذه الحتمية مبنية على حتميات لغوية ورد بها الشرع أو حتميات حسية ضرورية.
فأما الحتمية اللغوية كقوله تعالى: (فإن لم يكن له ولدٌ وورثهُ أبواهُ فلاُمِهِ الثُّلُثُ).
فعندنا هاهنا هالك ليس له وارث غير أبيه وأمه، وأن لأمه الثلث.
ففهم العقل فهماً حتمياً أن للأب الثلثين وإن لم يرد ذلك نصاً، ولم يحتم العقل هذا الفهم إلا بدلالة لغوية من النص ذاته.
ذلك أنه ورد في النص أن أبويه وارثان، ولم يذكر وارث غيرهما، ونص على أن أحد الأبوين وهو الأم يأخذ الثلث.
فصح أن مابقي من الإرث لمن بقي من الورثة ولم يبقى من الورثة بالنص غير الأب ولم يبق من الإرث بالعقل والحس غير الثلثين.
ولو جاء في الأية: وله أبوان لما تحتم هذا الفهم، وإنما تحتم بدلالة من النص وهو (وورثه أبواه) فنص على أن الأب وارث.
وأما الحتمية الحسية فكقوله تعالى:
(الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم).
فبضرورة العقل التي اكتسبها من ضرورة حسية علمنا أن المراد ناساً معينين لا كل الناس منذ فجر البشرية.
بعد هذه التوطئة أقول المراد بالظاهر: ظاهر الشرع، فالاكتفاء به يعني الاكتفاء بما يسمى شرعاً. ورد ما سواه يعني المنع من تسميته شرعاً. فأهل الظاهر يكتفون بالظاهر الشرعي " في رد مايعارضه مما يظن أنه أولى منه من المعقولات بغير الشرع " لأن المعقول بالشرع بعض المعقولات فلا يمكن أن ينفي معقوليته آخر، وهذا بخلاف المعرفة الشرية التي لها مصادر غير ظاهر الشرع، ولكل مصدر زظيفته ولكننا نماري في تسمية المعقول من هذه المصادر شرعياً، لأنه غير وارد بظاهر الشرع.
ـ[الغدير]ــــــــ[13 - 08 - 04, 01:43 ص]ـ
أشكرك أخي الشيخ الفاضل مبارك على هذا الترحيب
وأشكرك شكراً جزيلاً على استجابتك لطلبي
وليس غريب منك مثل هذا.
وفقك الله أخي الحبيب وزادك علماً وفقهاً.
ـ[أبو داود]ــــــــ[13 - 08 - 04, 02:05 ص]ـ
كنت قد كتبت رداً على أقوال الأخ محمد و لكني أعرضت عنه بعد ما رأيت أن الأمر قد طاب بينه و بين أخي مبارك ولا أريد أن أزيد النار اشتعالاً وبعد السلام عليكم و رحمة الله.
أخي الغالي أبو عبد الرحمن جزاك الله كل خير
أخي الحبيب الغدير الصافي أهلاً و مرحباً بك و أهلاً بكل محب لأبي محمد علي رضي الله عنه و أرضاه و أسكنه الفردوس الأعلى و جمعنا معه بقرب نبينا عليه الصلاة و السلام.
أخوك المشتاق للقاء الأصحاب أبو محمد
ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 08 - 04, 02:51 ص]ـ
الأخ محمد رشيد ـ حفظك المولى من كل فتنة وشر ـ
* هل سألت هؤلاء الذين تكلمت عنهم ووصفتهم ب (السطحية) بإنهم من أهل الظاهر؟! وأجابوك: بنعم. أم الأمر ظن وتخمين! فإن كان الأول فهذا غريب جداً؛ لأن أبرز سمات الأخذ بالظاهر والإتباع ترك التعصب والتبعية والتقليد الأعمى، وإن كان الأمر الثاني فأخشى أن يكون الأمر قد التبس عليك بين من ينتسب للسلفية عموماً والظاهرية خصوصاً بل تجد من ينتسب للسلفية ينتسب في العقيدة فقط، وتجده في الفقه متمذهب على أحد المذاهب المتبعة، بل تجده قمة في التعصب للمذهب فهذا في الحقيقة ليس بسلفياً. فالسلفية الحقة (عقيدة) و (منهج) و (سلوك) لا تستطيع أن تفصل واحداً منها
¥