تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 02 - 06, 02:10 ص]ـ

تكميل

ثم بدأت محاولة أخرى مع تلاميذ الإمام في طبقاتهم المختلفة، ومع تلاميذهم لتصنيف السماعات الكثيرة عن الإمام وتلاميذه وجمعها وضبطها في مصنفات مفردة تحمل عناوين مختلفة، وقد تنوعت هذه المصنفات من حيث حجمها إلى مختصرات – مثل كتب ابن عبد الله بن عبد الحكم - ومبسوطات – مثل المدونة – كما اختلفت درجة الثقة بما تحمله من مسائل عن الإمام إلى صحة كل ما فيها كالمدونة، وإلى اختلاط الصحيح ببعض الغريب والشاذ كما في المستخرجة، وبينهما درجات، ثم قد جاءت هذه المصنفات في أزمنة متتابعة ابتداء من بعض تلاميذ الإمام ممن توفي في القرن الثاني، حتى أواخر القرن الثالث مع تلاميذ التلاميذ، حتى إذا جاء دور التأصيل والتصنيف الأكثر تنظيما في المذهب مع بدايات القرن الرابع كانت هذه المتون المصنفة هي المادة الأساسية لعلمائه، وعليها بناء مصادر الفقه المالكي الذي جاءت بعدُ.

ثم إن مقاصد تلاميذ الإمام ومن جاء بعدهم قد اختلفت في تصانيفهم هذه، يحدثنا الإمام أبو الحسن القابسي عن ذلك أثناء كلامه عن كتاب ابن المواز وترجيحه له على سائر الأمهات، فيقول: (لأن صاحبه قصد إلى بناء فروع أصحاب المذهب على أصولهم في تصنيفه، وغيره إنما قصد لجمع الروايات ونقل منصوص السماعات، ومنهم من تنقل عنهم الاختيارات في شروحات أفردها، وجوابات لمسائل سئل عنها، ومنهم من كان قصده الذب عن المذهب فيما فيه الخلاف، إلا ابن حبيب فإنه قصد إلى بناء فروع المذهب على معان تأدت إليه، وربما قنع بنص الروايات على ما فيها) المدارك 4/ 169.

فمِن بين ما يقارب خمسة وعشرين مصنفا ومتنا جمعت في هذه الفترة بين سنة 183 حيث توفي علي بن زياد، وسنة 269 تاريخ وفاة محمد بن المواز؛ أختار مجموعة منها للحديث عنها سراعا، ثم أثني – إن شاء الله - بذكر مجموعة الأمهات الأربع المشهورات، حتى إذا انتهيت من ذلك – إن شاء الله - أخلص إلى الحديث عن المدونة بشئ من التفصيل، والله المستعان.

فمِما عمله تلاميذ الإمام مما اشتهر أمره:

1 - مدونة أشهب بن عبد العزيز (تـ 204 هـ).

قال القاضي عياض 3/ 265: (وألف أشهب كتابه [المدونة] رواها عنه سعيد بن حسان وغيره، وهو كتاب جليل كبير كثير العلم).

ونقل عن ابن حارث قال: (لما كملت الأسدية أخذها أشهب وأقامها لنفسه واحتج لبعضها فجاءت كتابا شريفا، فبلغني أنه لما بلغ ابن القاسم ذلك قال: أَمَة وكعاء تفعل مثل هذا، يعني أنه وجد كتابا تاما فبنى عليه.

فأرسل إليه أشهب: أنت إنما غرفت من عين واحدة، وأنا من عيون كثيرة، فأجابه ابن القاسم: عيونك كدرة وعيني أنا صافية). المدارك 3/ 265.

وفي كتاب الدكتور موراني: دراسات في مصادر الفقه المالكي 195 – 201 حديث موسع عن بعض الآثار الباقية من سماعات أشهب ومجالسه.

وقد أرسل إليّ الدكتور موراني موافقا على ما ذكرته عن سزكين أن في خزانة القيروان له كتاب الحج برواية سُحنون، سزكين 2/ 135.

وأضاف الدكتور قائلا في رسالة خاصة: كلام سزجين صحيح: الجزءان في حوزتي تقوم باخراجه وهما بخط أبي العرب التميمي.

سميت كتب أشهب (حسب المخطوطات) ب (المجالس)

مثلا: الجزء الأول من مجالس أشهب في صنوف العلم حدثني به يحيى بن عمر عن أبي اسحاق ابراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض البرقي عن أشهب.

في هذا الكتاب مسائل مختلفة بغير تبويب.

الجزء الثاني من كتاب العتق (لا ذكر لـ (سماع)

كتاب الدعوى والبيان لأشهب برواية يحيى بن عمر (لا ذكر لـ (سماع).

2 - كتاب [خير من زنته] لعلي بن زياد العبسي التونسي (ت183).

وهو ثلاثة كتب: بيوع، ونكاح، وطلاق، وسماعه من مالك ثلاثة كتب. المدارك 3/ 81.

قال الشيرازي في طبقات الفقهاء 143: (به تفقه سحنون، وله كتب على مذهبه، وتفقه بمالك، وله كتاب خير من زنته).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير