قال الشيخ الفاضل ابن عاشور – رحمه الله -: (فقد كان علي بن زياد أول من كتب مسائل الفقه والفتاوى التي تكلم بها مالك بن أنس – غير ما اشتمل عليه الموطأ مما يتصل بالآثار - ... فأقبل علي بن زياد على تصنيف المسائل وتبويبها، وخرجها كتبا كتبا على مواضيع الأحكام الفقهية، وسمى جملة الكتاب بذلك الاسم الطريف، الذي يُعنْون عمّا له من النفاسة، وما له به من الإعجاب ... ) أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي ص 26.
3 - مختصر أبي مصعب الزهري أحمد بن القاسم بن الحارث (242 هـ).
قال القاضي عياض في المدارك 3/ 347: (له كتاب مختصر في قول مالك مشهور).
قال الشيخ العابد الفاسي في فهرس مخطوطات القرويين 2/ 538: (فيه من الكتب بعد الخطبة، وما احتوت عليه من ترجيح مذهب أهل المدينة؛ الطهارة، والصلاة، وباب السنة في الزكاة، السنة في الصيام .. ). توجد من المختصر 174 ورقة كتبت بقرطبة سنة 359، تحت رقم 874، سزكين 2/ 143.
5 – مختصرات عبد الله بن عبد الحكم بن أعين (ت214).
وهي ثلاثة: كبير وصغير وأوسط يحدثنا عنها الدكتور محمد العلمي قائلا: (ألف عبد الله بن عبد الحكم مختصرا فقهيا جمعه من سماعاته عن مالك، وعن شيوخ مصر الثلاثة: ابن وهب وابن القاسم وأشهب، قال ابن عبد البر: " سمع من مالك سماعا نحو ثلاثة أجزاء .. ثم روى عن ابن وهب وابن القاسم وأشهب كثيرا من رأي مالك الذي سمعوه منه" الانتقاء 53 وقال «وصنف كتابا اختصر فيه تلك الأسمعة». لكن توجد في المختصر الكبير أقوال لابن الماجشون وغيره، قال:د: موراني: «جاء ذكر ابن الماجشون من أهل المدينة [أي في المختصر الكبير]» دراسات 29.
ولهذا، فإن قول عياض 3/ 365 إن ابن عبد الحكم في «المختصر الكبير .. نحا به اختصار كتب أشهب»، يحمل على الأغلب، إذ توجد سياقات تؤكد أن من محتويات المختصر سماعاته من مالك، ومن أشهب وابن وهب وابن القاسم، وذلك كقوله: "حدثنا ابن وهب قال: قال مالك .. "، " قال ابن وهب: سئل مالك .. "، " قال أشهب مثل قول مالك .. " " قال ابن وهب وابن القاسم: سمعنا مالكا .. ". كما ينقل عن عبد الله بن فروخ. يراجع دراسات في مصادر الفقه المالكي للدكتور موراني 29 - 33.
المختصر الصغير له.
وقد اختصر ابن عبد الحكم مختصره الصغير من مختصره الكبير، قال ابن عبد البر: " وصنف كتابا اختصر فيه تلك الأسمعة بألفاظ مقربة، ثم اختصر من ذلك الكتاب كتابا صغيرا" الانتقاء 53، إلا أنه قصره على علم الموطأ، أما ما قاله صاحب دراسات في مصادر الفقه المالكي 30 «إنه اقتصر فيه على القواعد الفقهية» فهو خطأ منه في التعبير وذهول عن دلالة المصطلح.
والملاحظ أن المختصر الكبير تبدأ مسائله بـ: «أرأيت ... » ويحتوي على ثمانية عشر ألف مسألة، في حين يحتوي الصغير على ألف ومائتي مسألة. المدارك 3/ 367.
وألف ابن عبد الحكم المختصر الأوسط، وهو أربعة آلاف مسألة، قال عياض: «والمختصر الأوسط صنفان، فالذي من رواية القراطيسي فيه زيادة الآثار، خلاف الذي من رواية ابنه وسعيد بن حسان» 3/ 365.
وقد اهتم المالكية بهذه المختصرات اهتماما لا يفوقه إلا اهتمامهم بالمدونة والموطأ وكان لعراقييهم ومشارقتهم النصيب الأوفر من هذا الاهتمام:
- فزاد محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (ت268) في المختصر الصغير خلاف أبي حنيفة والشافعي.
- وزاد فيه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم البَرقي (ت249) قول سفيان وإسحاق والأوزاعي والنخعي. ترتيب المدارك 3/ 110، 4/ 181.
- وهناك جهود علمية مهمة لعلماء العراق المالكية إلا أنها كانت مسبوقة بالعمل النقدي المنهجي الذي قام به منهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سهل البركاني (ت309) حيث قال: «عرضت مختصر ابن عبد الحكم على كتاب الله وسنة رسوله - يعني مسائله - فوجدت لكلها أصلا، إلا اثنتي عشرة مسألة فلم أجد لها أصلا» المدارك 5/ 16.
- فشرح أبو بكر ابن الجهم (ت329) المختصر الصغير.
و اختصره أبو محمد بن أبي زيد.
- وشرح أبو بكر محمد بن صالح الأبهري الكبير (ت375) المختصر الصغير. مخطوط الأزهر فقه مالكي تحت رقم 1655، وجوتا تحت عدد 1143، بعنوان [مسائل وأجوبتها]. دراسات في مصادر الفقه المالكي ص: 30.
¥