مالك، وسحنون بن سعيد عالم القيروان.
ولا يعني هجر الناس للأسدية أنهم تركوها تركا تاما، فقد كان اهتمام المصريين بها كبيرا في أول الأمر، حتى سميت < كتاب المصريين > فيما يذكره القاضي عياض في < التنبيهات المستنبطة > كما نقله الشيخ محمد ولد أباه في [المدخل إلى أصول الفقه المالكي] 136، وعلى أساسها وضع أشهب – رحمه الله – مدونته الفقهية، قال في المدارك 3/ 265: (لما كملت الأسدية أخذها أشهب وأقامها لنفسه واحتج لبعضها فجاءت كتابا شريفا). واختصرها من المصريين أبو زيد ابن أبي الغمر (ت239)، قال في المدارك 4/ 23: ( ... وهو راوية الأسدية، والذي صححها على ابن القاسم بعد ابن الفرات، وله كتب مؤلفة حسنة موعبة لطيفة في مختصر الأسدية). و محمد بن عبد الحكم فيما قاله الدكتور محمد ولد أباه في المدخل صـ136، قلت: وقد رأيت القاضي عياض ينقل عن مختصر ابن عبد الحكم في التنبيهات [مخطوط].
و دخلت الأسدية مبكرا إلى الأندلس عن طريق يحيي بن يحيي الليثي، وعيسى بن دينار، وقد أرسل عيسى إلى ابن القاسم يسأله بيان ما أصلحه من الأسدية كما في المدارك 4/ 109.
وفي القرن الخامس نجد الحافظين ابن عبد البر والباجي – رحمهما الله – ينقلان على قُل، بعض الآراء الفقهية لمالك وابن القاسم من الأسدية، في كتابيهما [الاستذكار] و [المنتقى]، ثم يأتي بعدهما القاضي عياض حيث نجده يذكر الأسدية مقارنا ما فيها بما في المدونة السحنونية، وذلك في كتابه الماتع [التنبيهات المستنبطة] كما نجد المواق < تـ 897هـ > في كتابه [التاج والإكليل] ينقل كذلك بعض المسائل من الأسدية.
وفي العراق نجد العلامة أبا بكر الأبهري قد جعلا جزءا كبيرا من اهتمامه العلمي للأسدية، نقل عنه صاحب المدارك 6/ 186 قوله: (قرأت .. الأسدية سبعين مرة .. ولم يكن لي شغل إلا التدريس). والظاهر أن هذا الاهتمام قد تحول إلى مؤلف شرح فيه العلامة الأبهري الأسدية، كما يذكر تلميذه القاضي عبد الوهاب البغدادي في الإشراف 1/ 125.
وفي عالم المخطوطات اليوم توجد قطعتان من الأسدية بالمكتبة الأثرية برقادة، حسب القائمة المؤقتة لها:
الأولي تتضمن: كتاب السرقة وقطع الطريق، تحت رقم 264، في 12 ورقة، مكتوب على الرق بخط كوفي غير منقوط، وبه سماعان: الأول سنة 278، والثاني سنة 300.
الثانية تتضمن: كتاب العتق والتدبير، تحت رقم265، في 24 ورقة، وهي كذلك بخط كوفي، وبها سماع غير مؤرخ. (المذهب المالكي بالمغرب الإسلامي) للهنتاتي.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 03 - 06, 02:08 ص]ـ
#83 25 - 07 - 2005, 04:35 PM
رائد محمد
عضو جديد تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 41
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى مازن
بسم الله الرحمن الرحيم: أخي المتمسك بالحق والأخوة المشاركون، السلام عليكم ورحمة الله.
من أوفى ما يفيدكم حول تراث المالكية، المطبوع منه والمخطوط، كتاب (اصطلاح المذهب عند المالكية) للدكتور محمد إبراهيم أحمد علي أستاذ الفقه والفقه المقارن (سابقا) بكلية الشريعة - جامعة أم القرى، وقد طبعته دار البحوث للدراسات الإسلامية بدبي وهو كتاب متداول في المكتبات، ولعله كان عبارة عن محاضرات للطلبة ثم جمعه مؤلفه في كتاب، والكتاب يتتبع أطوار نمو المذهب ومراحل التأليف فيه، ولا يستغني عنه الباحث، وللشيخ محمد الحجوي الثعالبي الفاسي ت (1376) هـ كتاب اسمه الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي وهو مطبوع أكثر من طبعة تكلم فيه مؤلفه عن كثير من مؤلفات المذهب فلعل في هذين الكتابين غنية.
أقول: وكذلك كتاب ((أمهات الكتب الفقهية)) للدكتور/أبو الزبير عبدالسلام أحمد فيغو
أستاذ الفقه الإسلامي بكلية الآداب، جامعة القاضي عياض والمدرسة العليا للأساتذة بمراكش
خطة المؤلف في كتابه: التعريف بمصادر الفقه الإسلامي، ويكتفي فقط بذكر المؤلفات الفقهية وتعدادها ابتداء من منتصف القرن الثاني حتى نهاية القرن الرابع عشر. مع تعليق على بعضها لأهميتها.
وقد قام باستقراء شامل لعناوين الكتب المطبوعة والمخطوطة، بل والمفقودة أيضا، ورتبها حسب تاريخ الوفاة.
ويقول: علما مني بأن هذه المحاولة لا تعبر عن عملية استقراء تامة لكل الكتب التي كتبت في الموضوع ..... وقد حاولت أن أنهج في عرض المصادر منهج التخصص، بمعنى أني جعلت دراستي موقوفة على العرض الشامل للمصادر في علم معين، وتدوين كل المؤلفات فيه تقريبا، ألا وهو علم الفقه، وسأبدأ بمؤلفات الفقه المالكي، ثم أتبعها بمؤلفات الفقه الإسلامي الأخرى، كل مذهب على حده. أ. هـ
ولك أن تعرف أن مصادر الفقه المالكي بلغت بترقيمه (508) مصدر.
والحقيقة أني لا أملك إلا هذا الجزء (المالكي) وسأنظر إن استطعت الظفر بباقي الأجزاء. والله الموفق.
====================
#84 06 - 08 - 2005, 02:37 AM
الفهم الصحيح
عضو مميز تاريخ التّسجيل: Apr 2004
المشاركات: 878
وإياك أيها الفاضل أبا مهند، ونفع بك، ووفقك لكل خير، وأعانك عليه.
=================
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة رائد محمد
أقول: وكذلك كتاب ((أمهات الكتب الفقهية)) للدكتور/أبو الزبير عبدالسلام أحمد فيغو
أستاذ الفقه الإسلامي بكلية الآداب، جامعة القاضي عياض والمدرسة العليا للأساتذة بمراكش
.....................
الحقيقة أني لا أملك إلا هذا الجزء (المالكي) وسأنظر إن استطعت الظفر بباقي الأجزاء. والله الموفق.
بارك الله فيك على هذه الفائدة، وحبذا لو تفضلتَ بذكر بعض البيانات عن الكتاب، هل طبع؟ وإن كان فأين ... ودار النشر.
¥