لقد سبق لي أن نشرت هذه المراسلة كاملا عام 1997 في دراستي حول النشاط العلمي بالقيروان.
وفي هذه الرسالة معلومات كثيرة ومفيدة حول نشأة الكتابين وتأليفهما بالقيروان.
والعودة الى الأصول التراثية أحمد ........
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 03 - 06, 12:31 ص]ـ
نعم العودة إلى الأصول الأولى أولى من ناحيتين: الناحية العلمية ... وهذه قد أفاض فيها علماؤنا ... لأن الأوائل أصح نظرا في العلوم ... وأشد ضبطا لها ... وأجمع لمسائلها ... وأقوى تأصيلا واستدلالا ... وأقلهم تكلفا ... وكلامهم قليل الألفاظ كثير البركة ... عكس كلام كثير من المتأخرين.
والناحية الثانية: من حيث التوثيق ... فالوقوف على كلام عالم مّا من مصدره الأساس غير الإعتماد على نقول المتأخرين لأسباب ... والنظر في المصدر القديم ضرورة من ضرورات منهج البحث ... ولا ينبغي عندهم الرجوع للمتأخر إذا وجد المتقدم ... وهذه من البدهيات.
ورسالة الذب للعلامة ابن أبي زيد - رحمه الله - على أهميتها ... وعلو منزلة مؤلفها في المذهب المالكي لم تصل إلينا سليمة معافاة من حدثان الزمان، وكان حقها أن تصدر محققة من زمن، ولكن ذلك مطلب أحجم عنه كثير ممن رام ذلك ... إلا أحد طلبة العلم النجباء من أبناء المغرب ... إذ جلس منذ أمد يقيم أود الرسالة ... و يتتم نقصها ... ويجبر ما أتت عليه الأرضة من أجزاء أوراقها ... وقد شارف عمله على التمام ... فالله المعين أن ترى الرسالة النور قريبا ...
ومن محاسن ما جاء فيها قول ابن أبي زيد يعتذر عن أئمة الإسلام فيما ظاهره مخالفة لبعض ظواهر النصوص، من آيات قرآنية، أو آثار النبوية ... : (والعلماء لا يردون أمر الله أو أمر رسوله معاندة، ولا رغبة عنه، ولكن لهم اختلاف تأويل في اتباع الحديث، ومعاني النصوص، تختلف معانيهم في ذلك، باختلاف التأويل، فمن بين مصيب، ومخطئ مجتهد.
ونحن نسلك مسالك من تقدمنا من أهل المدينة في اتباع السنن، ونتمسك في ذلك بمعانيهم، ولأنت لنا ولغيرنا مخالف في ذلك، في معاني اتباع الحديث والظواهر.
وقد يحتمل ظاهر النص [القرآن] أو الحديث أوجها، فيوجهه كل فريق إلى معنى، يرى أنه أولى في التأويل عنده، بدليل يظهر له.
أو يستدل أحد منهم بدليل، على أن ذلك خاص، أو في وقت دون وقت.
أو يدعه لحديث يرى أنه أولى منه، لغير معنى يستدل به، من قوة الرواية، أو من غير ذلك، أو يظهر [سقط] بدليل أو [سقط] .... أو يستدل بدليل أنه على غير الإيجاب.
أو يدع من احتماله وجها، و يأخذ بوجه يؤيده - عنده - ظاهر القرآن.
أو يكون حديثا يدعه جمهور الصحابة - وهم به عالمون - فيعلم أن من وراء ذلك علم، من نسخ أو خصوص، أو غير ذلك.
أو يجهله أهل الحجاز معدن العلم، ويغرب به غيرهم، فيعترض بهذا ريب في قبوله.
وهذا نقوله نحن والشافعي معنا، وغير شئ من هذه المعاني، مما لا يتهم العلماء فيه، على الكيد للحديث و لا للكتاب، ولا الرغبة عنهما.
فلم يترك أحد منهم شيئا من ذلك راغبا عنه، ولكن باجتهاد تختلف به أدلتهم.
فلا تتحامل أيها الرجل، بالطعن على العلماء، وأحسن بهم ظنا.
وأنت قد تركت معانيهم أجمع، في اتباع الحديث، وظاهر الكتاب، وتركت الكلام على المعاني والعلل في ذلك، وطالبت الظاهر، دون أن تنتهي بذلك إلى العلل والمعاني ... ).
وكل ما تقدم من أهمية العودة للأصول مُرغبٌ فيه، ومدعوٌّ إليه كل من تمكن من ذلك ... وتيسرت له أسبابه ... أما من حِيل بينه وبينها ... أو قصرت به نفقتُه فما حيلته؟
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[29 - 03 - 06, 01:28 ص]ـ
الفهم الصحيح
انّ المجادلة أو المناظرة ليستا من رغبتي معك مع احترامي بعلمك الواسع في هذه الأمور
المتعلقة بالتراث
غير أنني أتساءل: لماذا لم ترجع الى الأصل عند ذكر العلاقة بين الشيخين؟
والأصل معروف من زمن طويل فقام بتحقيقه هذا وذاك ومن هب ودب .... (كالعادة). أول تجربة في هذا الأمر يرجع حسب علمي الي سنة 1990 او ما قبل ذلك بقليل تقريبا.
أعيد اذا السؤال اليك: لماذا لم ترجع الى الأصل؟ هذا هو ما يهم في البحث , أما باقي كلامك .... ف (كتّر خيرك)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 03 - 06, 02:48 ص]ـ
وأنت دكتور أتمنى أن أرى خيرك ... أم هو لغيرنا؟
¥