تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حسنا دكتور، لا مجادلة ولا مناظرة ... لم أرجع إليه لأنه ليس بين يدي ... وما ذكرتُه هو جزء من عمل الفاضل الذي يعد لإخراج الرسالة محققة ... ثم لم يكن لي علم بوجود هذا النص ضمن مخطوطة رسالة الذب ...

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 03 - 06, 12:31 م]ـ

وكان التهذيب غير مطبوع حتى طبع اخيرا بتحقيق محمد الامين ولد الشيخ والجز ء الاول منه فقط!

قلت: تم طبع التهذيب في أربعة مجلدات، ونشر ضمن سلسلة الدراسات الفقهية التي تنشرها دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي.

ومن اشهرها مختصر البراذعي المسمي تهذيب المدونة وهو مشهور جدا وهو اختصار على طريقة ابن ابي زيد القيرواني الذي اختصر المدونة من قبل، وقيل انه اختصار لمختصر ابن ابي زيد ذكره الحجوي وغيره ولم اتبين سبب قولهم؟ لان البراذعي نص على انه يسلك سبيل ابن ابي زيد وطريقته ولم ينص فيما أذكر على انه أختصره من مختصر القيرواني.

العلاقة بين مختصر ابن أبي زيد وتهذيب البرادعي:

ذهب بعض المصنفين إلى أنّ تهذيب البرادعي اختصار لمختصر ابن أبي زيد للمدونة، ومن هؤلاء الشيخ الحجوي الثعالبي – رحمه الله – في كتابه الماتع [الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي] 4/ 457. كما أشار إلى ذلك أخي الشيخ زياد، بل أبعد النجعة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله في [معلمة الفقه المالكي] 307، فذكر أن التهذيب اختصار للنوادر والزيادات لابن أبي زيد.

ويبدو أن ممن حذا حذو الشيخ الحجوي؛ الدكتور محمد أبو الأجفان في مقدمة تحقيق كتاب الجامع من مختصر المدونة لابن أبي زيد، محتجا ببعض قول العلامة ابن خلدون، فقال صـ 45: ( ... وأما مختصر المدونة فيذكر ابن خلدون أن أبا سعيد البراذعي لخصه في كتابه المسمى بالتهذيب الذي اعتمده المشيخة من أهل أفريقية وأخذوا به وتركوا ما سواه).

وهذا نص كلام ابن خلدون في مقدمته صـ 450: ( ... وعكف أهل القيروان على هذه المدونة، وأهل الأندلس على الواضحة والعتبية، ثم اختصر ابن أبي زيد المدونة والمختلطة في كتابه المسمى بالمختصر، ولخصه أيضا أبو سعيد البرادعي من فقهاء القيروان في كتابه المسمى بالتهذيب، واعتمده المشيخة من أهل أفريقية وأخذوا به وتركوا ما سواه ... ).

ولعل ابن خلدون فهم هذا المعنى من كلام القاضي عياض في المدارك 7/ 256 عند حديثه عن التهذيب ومسلك صاحبه فيه: ( ... له كتاب التهذيب في اختصار المدونة، اتبع فيه طريقة اختصار أبي محمد، إلا أنه جاء به على نسق المدونة، وحذف ما زاده أبو محمد ... ).

أقول – وبالله أستعين -: هذا ما يمكن أن يعد - من المنقول عن الماضين - سلفا لمن ذهب إلى ما حكاه أخي زياد عن الشيخ الحجوي وغيره في هذا الأمر، ولم أقف على أكثر من ذلك.

ولننظر الآن من خلال المتاح لنا من مطبوعة تهذيب البرادعي ومما نقل إلينا من مقدمة مختصر المدونة لابن أبي زيد، ومن خلال ما تقدم ذكره من كلام القاضي عياض، وما يأتي من كلام العلامة ابن ناجي = هل نجد مصداق هذا القول، وبالتالي لنتعرف – ولو إجمالا – على ما يوجد من فروق أو اتفاقات بين منهج الإمامين في اختصارهما للمدونة.

أما منهج صاحب التهذيب فيتلخص – من خلال ما تقدم نقله من مقدمته – في الآتي:

- اقتصر في تلخيصه على مسائل المدونة والمختلطة دون غيرها.

- واعتمد في ذلك على الإيجاز والاختصار دون البسط والانتشار.

- وجعل في اختصاره مسائلها على الولاء حسب ما هي في الأمهات إلا شيئا يسيرا ربما قدمه أو أخره.

- واستقصى مسائل كل كتاب فيه خلا ما تكرر من مسائله، أو ذكر منها في غيره، فقد تركه مع الرسوم، وكثير من الآثار، كراهية التطويل.

أما ابن أبي زيد فيقول في مقدمة مختصره مبينا لمنهجه في اختصاره، وغرضه من عمله – رحمه الله -: ( .. وقد انتهى إليّ ... ما رغبت فيه من اختصار الكتب المدونة من علم مالك وأصحابه، وما أضيف إليها من الكتب المسماة بالمختلطة ... ورأيت أن ذلك أرغب للطالب، وأقرب مدخلا للأفهام ... وقد اختصرتها كتابا كتابا، وبابا بابا، وربما قدمت فرعا على أصله، وأخرت شكلا إلى شكله، وإذا التقت في المعنى مواضع، وكلها شبيهة به، ألحقته بأقربها به شبها، ونبهت على موضعه في بقيته، وربما آثرت تكرار ذلك تماما للمعنى الذي جرى ذلك فيه منها، وقد حذفت السؤال، وإسناد ما ذكر من الآثار، وكثيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير