تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 11:56 م]ـ

أخي الشيخ عبد الله ــــــ وفقه الله::::

المالكية هم أكثر من اعتنى بمسألة ما جرى به العمل، بأنواعه المختلفة: عمل أهل المدينة، والعمل المطلق، والعمل المقيد ببلد، وذلك مبثوثٌ في مصنفاتهم الأصولية والفقهية نظماً ونثراً، ففي كتب الأصول يبحثون المسألة في مباحث الإجماع. وفي كتب الفقه يبحثونها في كتاب القضاء.

ومن أجمع ما كتبه المعاصرون في المسألة ـ بحسب اطلاعي ـ: العرف والعمل في المذهب المالكي، د. عمر الجيدي ـ رحمه الله ـ.

وهذا كله يختلف عما أعنيه في هذا الموضوع، وقد قلتُ في الموضوع أعلاه:

للمالكية اصطلاحٌ أخص من المذكور أعلاه ـ لا يهمنا هنا ـ، وهو أنهم يطلقون مصطلح " العمل " على: " العدول عن القول الراجح والمشهور في القضايا، إلى القول الضعيف فيها، رعياً لمصلحة الأمة، وما تقتضيه حالتها الاجتماعية "، أي أنه قولٌ ضعيف، يفتى به، لسبب اقتضاه

ثم إنهم يخصونه ـ غالباً ـ بباب القضاء، دون الفتيا، وموضوعنا هنا في الفتيا ... والله تعالى أعلم

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:01 ص]ـ

قال أبو العباس ابن تيمية فيما ينقله عن الوزير ابن هبيرة ـ رحمهما الله ـ:

(فأما تعيين المدارس بأسماء فقهاء معينين، فانه لا أرى به بأساً، حيث إن اشتغال الفقهاء بمذهب واحد، من غير أن يختلط بهم فقيهٌ في مذهبٍ آخر، يثير الخلاف معهم، ويوقع النزاع.

فإنه حكى لي الشيخ محمد بن يحيى، عن القاضي أبى يعلى؛ أنه قصده فقيهٌ ليقرأَ عليه مذهب أحمد، فسأله عن بلده، فأخبره، فقال له: إن أهل بلدك كلهم يقرأون مذهب الشافعي، فلماذا عدلتَ أنت عنه إلى مذهبنا، فقال له: إنما عدلتُ عن المذهب رغبةً فيك أنت، فقال: إن هذا لا يصلح، فانك إذا كنت في بلدك على مذهب أحمد، وباقي أهل البلد على مذهب الشافعي، لم تجد أحداً يعبد معك، ولا يدارسك، وكنت خليقاً أن تثير خصومةً، وتوقع نزاعاً، بل كونُك على مذهب الشافعي، حيث أهل بلدك على مذهبه أولى، ودلَّه على الشيخ أبي إسحاق، وذهب به إليه، فقال: سمعاً وطاعةً، أقدمه على الفقهاء، وألتفت إليه.

وكان هذا من علمهما معاً، وكون كل واحدٍ منهما يريد الآخرة، وعلى هذا فلا ينبغي أن يضيق في الاشتراط على المسلمين فى شروط المدارس، فإن المسلمين إخوة، وهى مساكن تبنى لله، فينبغي أن يكون في اشتراطها ما يتسع لعباد الله، فإنني امتنعت من دخول مدرسةٍ شُرط فيها شروطٌ لم أجدها عندي، ولعلي مُنِعتُ بذلك أن أُسألَ عن مسألةٍ أحتاج إليها، أو أفيد أو أستفيد) اهـ.

المسودة ج1/ص483

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:19 ص]ـ

وقد احتج الأئمة الأربعة، والفقهاء قاطبة بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولا يعرف في أئمة الفتوى إلا من احتاج إليها، واحتج بها، وإنما طعن فيها من لم يتحمل أعباء الفقه، والفتوى كأبي حاتم البستي، وابن حزم وغيرهما.

من لم يتحمل أعباء الفقه، والفتوى كأبي حاتم البستي، وابن حزم وغيرهما.

كلام نفيس و دقيق من هذا العباب البحر يرحمه الله.

فكم توقف فقيه عند قول لما يرى من أحوال الناس، وغيره يبادر.

وكم تردد الفقيه رحمة بالخلق بتقرير قول قد لايحتمله الناس، وناجزه غيره ونزع اليه.

وكم ارخى الليل سدوله على فقيه يقلب المسائل ويفهم المقاصد، وغيره نظره قاصر.

هذا هو الفرق بين الفقيه وغيره، الفقيه يرحم الخلق ويحقق مقاصد الشارع الخاصة والعامة ويسوس الناس كسياسية الانبياء، واما غير الفقيه فلايعدة نظره كتابه او حاله.

وقد يكون من تسليط الذنوب ومن نتائج انتشار المعاصى ان يسلط الله على الناس من المفتين من يسومهم المشقة ويعسر عليهم، كما انه قد يسلط من عليهم من يميع دينهم ويضيع أمرهم.

والمفتى الذي يعالج أحوال الناس ويأتيه الفقير والغنى والكبير والصغير والسفيه والعاقل والرجل والمرأة، يعرف من احوال الناس ويسبر من أخبارهم ما يتعذر على غيره، ويعرف من دقائق الامور وأحوال الخاصة كالتجار والصناع والشركات والمصانع ما يتعذر بعضه على غيره.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 01 - 05, 01:28 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

وبارك الله فيكم

في عبارة ابن القيم (من لم يتحمل أعباء الفقه، والفتوى كأبي حاتم البستي،)

نظر

فابن حبان تحمل أعباء الفقه

(الفتوى واجتهد وكان اشتغل بالقضاء في سمرقند

والقضاة بحاجة الى الاحتجاج بخبر عمرو بن شعيب

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[13 - 02 - 05, 01:50 ص]ـ

قال ابن رجب - رحمه الله - في الفتح (5/ 341 ط. ابن الجوزي): وذكر الترمذي في (كتابه) أن العمل على ذلك عند أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم.

وهذا الكلام يقتضي حكاية الإجماع على ذلك.

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 09:07 ص]ـ

جزاكم الله خيراً،،،

روى الجريري ـ هو المعافى بن زكريا ـ في كتابه (الجليس الصالح [(2/ 277)]) بإسناده عن إسماعيل السدي (الكبير)، قال:

(كنتُ في مجلس مالك أكتب عنه، فسئل عن فريضة فيها اختلافٌ عن أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فأجاب فيها بجواب زيد بن ثابت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فقلت: فما قال فيها علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فأومأ إلى الحجَبَة، فلما هموا بي حاصرتهم وحاصروني فأعجزتهم، وبقيت محبرتي بكتبي بين يدي مالك، فلما أراد أن ينصرف، قال له الحجبة: ما نعمل بكتب الرجل ومحبرته، فقال:

اطلبوه ولا تهيجوه بسوء حتى تأتوني به، فجاءوا إلي فرفقوا بي حتى جئت معهم، فقال لي: من أين أنت؟، فقلت: من أهل الكوفة، فقال لي: إن أهل الكوفة قوم معهم معرفة بأقدار العلماء، فأين خلَّفتَ الأدب، قال: فقلت: إنما ذاكرتك ستفيد، فقال: إن علياً وعبد الله لا يُنكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد، وإذا كنت بين ظهراني قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدأك منهم ما تكرهه) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير