ـ[الحارثي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 08:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً على هذا التوضيح، ولكن ماذا عن (الرقم) المكتوب على الورقة النقدية؟! وما الذي جعله (قيمة)؟! إنك لم تفرق بين (سلعة) حقيقية صحيحة يتفق الناس كلهم على أنها سلعة، وبين (لاشيء)! يسمى ورقة نقدية! هو بحد ذاته ليس سلعة! بل هو رقم مجرد مكتوب على ورقة! فالسلعة مهما نقصت قيمتها بالنسبة إلى سلعة أخرى تبقى سلعة ولن تفقد قيمتها بحال إلا في حال فسادها كما في الطعام وهذا الفساد لا يتطرق إلى الذهب ومن المعلوم أنه المعدن الذي لا يصدأ!
ولكن الورقة النقدية تنخفض وترتفع لا على أساس واضح ثم إنها قد تفقد قيمتها كلياً أي لا تعود لها أي قيمة أي لا تستطيع أن تبادلها بأية سلعة أو خدمة! وقد يحدث ذلك بين عشية وضحاها دون أن ندري كيف جاءتها قيمتها ثم كيف ذهبت! وقد ضربت وفقك الله مثلاً بما يسمى (الدينار)!!! العراقي! وقد لمحت إليه في كلمتي السابقة وصرحت أنت به هنا. فعندما حدثت الحرب الأولى مع الرافضة (انخفضت قيمة) هذا (الدينار)! بسرعة إلى أقل من النصف ثم توالى الانخفاض حتى فقد قيمته عندما وقعت الحرب الثانية، أي أنه لم يعد يشتري شيئاً البتة ثم وضعوا له قيمة هزيلة لازالت حتى يومنا هذا! وعندما نقول انخفضت قيمته ثم فقدت أي بالنسبة إلى كل السلع أي أن (الدينار)! الذي كان يشتري أكثر من سلعة عندما يدخل به الإنسان أي دكان أصبحت الآلاف منه لا تشتري أية سلعة من هذه السلع منفردة! ثم أصبح لا يساوي شيئاً أي انه لا يستطيع مهما كانت عدد أوراق العملة (ألف، عشرة آلاف، مائة ألف، ألف ألف .. ) أن يشتري سلعة من هذه السلع! وهذا هو الفرق بين (غلاء سلعة مقابل سلعة أخرى وثباتها مع بقية السلع) وبين (خدعة ورقية مرقمة لا نعلم لها قيمة أصلاً) وقد تختفي القيمة بين عشية وضحاها! كيف ولماذا لا ندري!
أقول هذا أيضاً تنبيهاً على المثال الذي ذكرته حيث قلت -وفقك الله- ما نصه: "خذ مثلا ما قد يحصل (وحصل) في عصور كثيرة في العالم الاسلامي وغيره من حدوث مجاعة (نقص في المحاصيل) كما حصل في بغداد والقاهرة وغيرها، ما الذي حصل لقيمة الذهب؟؟
هبطت قيمة الذهب هبوطا فعليا فصارت لاتساوى شيئا عند الكثير حتى بيع الرغيف بالف درهم ومائة دينار وغيرها فهذه المجاعة قد أثرت على قيمة الذهب تأثيرا كبيرا."اهـ.
وأنا هنا أرجو منك أولاً أن تذكر لي المصدر الذي استقيت منه هذه المعلومة وجزاك الله عني خيراً.
ثم أقول: نعم الذهب والفضة قد تتغير قيمتهما (بالنسبة لبعضهما وبالنسبة لغيرهما من السلع وقد ذكرت أنهما كانا يعاملان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كغيرهما من السلع فكانا يوزنان وزناً، ولا يكتفى بأن يخبر المشتري البائع بأن هذا دينارا إلا في حالة الثقة التامة بينهما أو إذا كان البائع خبيراً بالذهب فإنه يعرف الصحيح من المزور بمجرد الامساك به والنظر إليه! (وقد علمنا ما قاله بعض أئمة الحديث في (علم العلل) وتشبيههم عالم العلل بالصيرفي الذي يعرف النقد الصحيح من الزائف بمجرد النظر فيه!).
ولكن مهما كان الأمر فإن الذهب والفضة لا يمكن أن يفقدا قيمتهما في الحقيقة فهما تظلان سلعتين حقيقيتين وحتى لو صحت القصة فإن ما حدث أن سلعة مهمة بل حساسة بل شديدة الحساسية وهي الخبز قد ندرت فمن ثم ارتفع سعرها لهذه الندرة وليس لأن الذهب فقد قيمته وربما لو بحثت في معطيات القصة الأخرى فإنك ستجد أن الذهب كان لا يزال في ذلك العصر الذي تتحدث عنه له القيمة نفسها بالنسبة إلى السلع الأخرى أي أنه يشتري عشرة دراهم أو أكثر من الفضة! وسعره مع بقية السلع الأخرى غير النادرة كان مستقراً! هذا بالإضافة إلى أن مقدار النصاب للزكاة من الذهب بقي هو هو لم يتغير ... الخ ولذلك فإن مثالك يجب أن يعاد في النظر مع كل التقدير لك.
وبناءً على ما ذكرناه فإن الأرقام المجردة التي قد يتعامل بها الناس في المستقبل قد تكون أكثر حرمة لأنها أأكثر غرراً وأشد ضرراً!
وأرجو أن تعذروني على الاستعجال في الكتابة، وأعدكم أن أتابع معكم هذا الموضوع العلمي الشيق إن شاء الله، وجزاكم الله خيراً على ما أستفدته منكم من معلومات وأسأل الله تعالى أن تكون في ميزان حسناكم.
أخوكم خالد بن عبد الرحمن
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 01 - 05, 02:09 ص]ـ
¥