تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:03 م]ـ

المسألة الثانية:

هل يجوز أن يؤخذ باعتبار اختلاف المطالع في عيد الأضحى، بحيث يكون لكل بلد عيدهم ولو أدى ذلك إلى مخالفة الحجاج؟

الجواب:

أما من جهة أن الحجاج في مكة هل يلزمهم العمل برؤية أهل البلدان الأخرى أم لا؟ فقد ذكر شيخ الإسلام في فتاويه أن العمل جار في مكة إلى زمانه بأن أهل مكة ينتظرون وفود الحجاج القادمين من الأمصار المختلفة، وأي وفد منهم يخبر بأن الشهود العدول رأوا الهلال في أي مكان فإن أهل مكة يتبعونهم في ذلك، وأما قول العلامة ابن عابدين في الحاشية فقال: (تنبيه: يُفهم من كلامهم في كتاب الحج أن اختلاف المطالع فيه معتبر فلا يلزمهم شيء لو ظهر أنه رئي في بلدة أخرى قبلهم بيوم، وهل يقال كذلك في حق الأضحية لغير الحجاج؟ لم أره، والظاهر نعم؛ لأن اختلاف المطالع إنما لم يعتبر في الصوم لتعلّقه بمطلق الرؤية وهذا بخلاف الأضحية، فالظاهر أنها كأوقات الصلوات يلزم كل قوم العمل بما عندهم فتجزىء الأضحية في اليوم الثالث عشر وإن كان على رؤيا غيرهم هو الرابع عشر والله أعلم) (حاشية ابن عابدين 2/ 393). فالمراد به أن الحجاج بمكة لا يأخذون برؤية غيرهم من أهل البلدان الأخرى، ولكن ينبغي تقييد ذلك بما لو وصل خبر رؤية أهل البلاد الأخرى في وقت لا يمكن فيه تدارك الأمر وإعلام الحجاج ليقفوا بعرفة في اليوم التاسع بناء على تلك الرؤية، وذلك لما فيه من الحرج على المسلمين إذا وقفوا بعرفة في اليوم الذي يظنونه التاسع ثم جاءهم من يخبرهم أن اليوم الذي وقفوا فيه هو العاشر على رؤية أهل البلد الفلانية، فلذلك قالوا لا عبرة باختلاف المطالع هنا.

وأما أهل الأمصار فعليهم موافقة الحجيج فلو كان يوم وقوف الحجيج بعرفة هو الثامن أو العاشر على رؤية أهل بلد معينة فيجب على أهل ذلك البلد اعتباره التاسع تبعا للحجيج، وقد حكى السرخسي الحنفي في المبسوط الإجماع على ذلك.

وقال الإمام ابن العربي المالكي في أحكام القرآن:

قوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات} فيها ثلاث مسائل:

المسألة الثانية: في تحديد هذه الأيام وتعيينها .. إلى أن قال: والتحقيق أن التحديد بثلاثة أيام ظاهر، وأن تعينها ظاهر أيضا بالرمي، وأن سائر أهل الآفاق تبع للحاج فيها.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:

" الذبح بالمشاعر أصل وبقية الأمصار تبع لمكة ولهذا كان عيد النحر العيد الأكبر ويوم النحر يوم الحج الأكبر لأنه يجتمع فيه عيد المكان والزمان. " اهـ مجموع الفتاوى.

ومن فتاوى المعاصرين صدر بيان عن مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا بتاريخ 1/ 12/1425 وفيه: إذا أمكن تصور الخلاف في هذه القضية (قضية اختلاف المطالع) في عيد الفطر فإن الأمر يعسر تصوره في عيد الأضحى لارتباط هذا العيد بمناسك الحج، وانصباب قلوب المسلمين في المشارق والمغارب إلى البيت الحرام وما يجري حوله من شعائر الحج.

• أن هذا هو الذي عليه السواد الأعظم من المراكز والجمعيات الإسلامية في هذا البلد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون) رواه الترمذي وأبو داود والبيهقي وهو حديث صحيح. اهـ

وقال الدكتور محمد سليمان شقرة إن المسلمين في جميع أقطار العالم الإسلامي قد أجمعوا إجماعا عمليا منذ عشرات السنين على متابعة الحجاج في عيد الأضحى ولا يجوز لأي جهة أو مجموعة من الناس مخالفة هذا الإجماع .. في فتوى له مؤرخة بتاريخ 5/ 12/1422 هـ

فالخلاصة أن الناس تبع للحجيج في تحديد يوم عرفة ويوم عيد الأضحى، بغض النظر عن مسألة اتحاد أو اختلاف المطالع، على أساس أنه قد يرى الهلال في البلد التي تقيم فيها ولم ير في السعودية، فيقال لك سواء سرتم على اعتبار اختلاف المطالع أو عدمه فلماذا لا تأخذون بالهلال الذي رؤي في بلدتكم؟ فيكون الجواب حينئذ لأن يوم عرفة مرتبط بشعائر مكانية مرتبطة بمكان معين فنحن تبع له، والله أعلم.

(يتبع)

ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:19 م]ـ

المسألة الثالثة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير