تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما القسم الثاني فقد خصصه لأمراء إفريقيا.

الطبقة الأولى: النبي r.

الطبقة الثانية: الصحابة.

الطبقة الثالثة: التابعون في المغرب العربي (فترة تولي حسان بن النعمان).

الطبقة الرابعة: فترة تولي محمد بن الأشعث، الذي انتشرت في عهده المالكية في المغرب العربي ... إلخ.

وعدد الطبقات في القسم الثاني سبع وعشرون أيضاً. وبذلك يتعانق الزمان والمكان في القسمين سعياً إلى هدف واحد هو متابعة الحديث الصحيح.

ونسجل في نهاية المطاف أن الكتاب يتوقف عند سنة 1922م، فترة تولي علي باشا ابن الحسين في تونس، وهو العصر الذي تلقى فيه المؤلف إجازة شيوخه.

هل التصنيف الذي نهجه المؤلف مناسب؟ من المؤكد أن المعيار الذي أخذ به المؤلف نفسه هو التشدد المطلق، لأنه استخدم منهج المحدثين التقليديين.

ولكن هناك كتبًا أخرى تطيل المدة؛ لتصبح ثلاثاً وثلاثين عاماً تقريباً في كتاب طبقات المالكية (ترتيب المدارك) للقاضي عِياض، ويبدو لنا من ذلك أن كتب طبقات المالكية انتشرت في المغرب العربي وفي الأندلس؛ والحنفية في آسيا الوسطى، وسورية، ومصر. في حين أن طبقات الشافعية كثرت في سورية، واليمن، والعراق، ومصر؛ والحنابلة في نجد، والعراق، وسورية ...

الخاتمة

نخلص مما سبق إلى القول: إن التأليف في الطبقات ظاهرة بارزة من مظاهر التراث العربي، وإن هذه الظاهرة تأثرت بعلوم الحديث، من إسناد، ومتن، ومصطلح وغيرها، وكان لا بد من ظهور كتب تضبط سير علماء الإسناد الذين وقع على كاهلهم نقل حديث النبي r؛ ولما ظهرت المذاهب الإسلامية سارع العلماء من أتباع كل مذهب إلى التأليف في تراجم علماء ذلك المذهب سالكين في ذلك مناهج تتفق وتختلف. وسلك علماء المالكية مسلك علماء المذاهب الأخرى،

وصادف أن كتبهم التي تحمل في عناوينها مصطلح الطبقات قليلة بالنسبة إلى المذاهب الأخرى؛ وقد بينا أن هذا الأمر لا يترتب عليه النتائج التي انتهى إليها إبراهيم حفصي؛ ثم ذكرنا ما عرفناه من كتب طبقات المالكية مرتبة تاريخياً، وتحدثنا عنها معتمدين على ما جاء به حفصي معلقين على ذلك، مضيفين ما أمكن من الكتب التي لم يعرض لها، مبرهنين على عدم صحة أحد الأحكام التي أطلقها في هذا السياق.

هوامش البحث ومراجعه

(1) ترجمت هذا البحث, وسيراجعه ويعلق عليه عبد الله بن إبراهيم العسكر ليصبح جاهزًا للنشر. وأشكر له أنه زودني بالنسخة الأصلية لهذا البحث باللغة الفرنسية.

(2) ميكلوش موراني. دراسات في مصادر الفكر المالكي, نقله عن الألمانية سعيد بحيري, صابر عبد الجليل, محمود رشاد حنفي؛ راجع الترجمة محمود فهمي حجازي, المراجعة الببليوجرافية والتحرير عبد الفتاح الحلو. ـ بيروت: دار الغرب الإسلامي, 1409هـ / 1988م,

ص 230 - 261.

(3) اعتمدنا على بحث إبراهيم حفصي المذكور وعلى

غيره من الكتب التي تحدثت عن ظاهرة التأليف في الطبقات.

(4) قال محمود شاكر في مقدمة كتاب طبقات فحول الشعراء لابن سلام, ط2, ج1.- القاهرة: مطبعة المدني، 1974م, ص66:"إن كلمة طبقة موجودة في كلام العرب منذ القديم, وقدمها قدم اللغة ذاتها, ولكنها تطورت مع الزمن وأخذت مدلولات متعددة في حياة العرب. لكن صار لهذه الكلمة مجاز آخر عند الكتاب والمؤلفين حين جاء عصر التدوين, فتناوله المؤلفون والكتاب في مختلف العلوم والفنون إلى أن وصلنا لهذا المعنى المعروف المتداول".

(5) دائرة المعارف الإسلامية, الملحق, 230.

(6) لوث Ursrung und Bedeutung der Tabakat, 593-614.

(7) قال جهاد المجالي في كتابه: طبقات الشعراء في النقد الأدبي عند العرب حتى نهاية القرن الثالث الهجري.- بيروت: دار الجيل؛ عمان - الأردن: مكتبة الرائد العلمية،1412هـ/1992م, ص 19: (ومن المعاني التي تدل عليها كلمة "طبقة" معنى الحال, فلقد أطلقوا على أحوال الناس كلمة "طبقات", وبالتالي أصبحت كل حال مفردة "طبقة". فقالوا: "فلان من الدنيا على طبقات شتى"؛ أي أنه ذو أحوال ومذاهب مختلفة).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير