«معجم تراجم الأصحاب»، أذكر فيه علماء الحنابلة على حروف الهجاء، مقتصراً على الاسم والكنية واللقب وتاريخ الولادة والوفاة، وشيء من مصنفاته، مع ذكر مراجع ترجمته، واقتصرت في ذكر المراجع على كتب تراجم الحنابلة، إن وجد فيها، وإلا فمن غيرها.
ولما رأيت كتاب العلامة بكر أبوزيد «تراجم علماء الحنابلة»، توقفت إذ الاستمرار بعد ذلك من العبث.
وعرفت مؤخراً ان كلا من: أ. د. عبدالرحمن بن سليمان العثيمين، وأ. د. عبدالله بن محمد الطريقي يعملان - كل بمفرده - في هذا المشروع، واسأل الله لهما التوفيق والاعانة.
القسم الثالث:
«معجم مصنفات الأصحاب»؛ وهو أجمع هذه الأقسام، وأطولها، وكنت أسجل فيه يوما بعد يوم، ثم طبع كتاب: «معجم مصنفات الحنابلة» للأستاذ الدكتور: عبدالله بن محمد الطريقي، وفقه الله.
وعلى الرغم من اختلاف المنهج الذي سرت عليه عن منهج الدكتور الطريقي، إلا أنني أعلن الآن توقفي عن القسم الثالث، وما طبع فيه غنية - إن شاء الله - ولكن لما تصفحت «معجم مصنفات الحنابلة» رأيت أمورا يسيرة، أحببت التنبيه إليها؛ ليكمل هذا الكتاب.
وأقدم بين يدي هذا المقال جملا عن محاسن هذه «المعلمة الحنبلية»؛ فأقول وبالله التوفيق:
1 - طبع «معجم مصنفات الحنابلة» في وقته المناسب، وان تأخر قليلا فلا ضير، ونحن اليوم نعيش يقظة نشطة في نشر مصنفات الحنابلة، بعد ان قضى كثير منها عدة قرون، وهو حبيس خزائن المخطوطات، وبعضها طبع قديما طبعة سقيمة، أو غير مراجعة على عدة نسخ، ولا مخرجة الأحاديث، وهي الآن تطبع بحلل بهية، وعناية جيدة، ولا شك ان خروج «معجم مصنفات الحنابلة» في هذا الوقت يوفر للباحثين والمحققين الكثير من الجهد والوقت في بعض جوانب التحقيق.
2 - «معجم مصنفات الحنابلة» كتاب موسوعي، يتطلب جهدا ووقتا كبيرين، واخراجه عن طريق باحث واحد، جهد يشكر عليه.
3 - تضمن هذا «المعجم» أغلب الجوانب المهمة عن الكتاب؛ نحو: ترجمة المصنف، مصادر ترجمته، عنوان الكتاب، وأحيانا التعليق على بعض الكتب.
4 - بما أن هذا الكتاب يدخل ضمن الأعمال الموسوعية؛ فلا ضير ان يستدرك على مؤلفه، وأبى الله أن يتم غير كتابه، وما سأذكره هنا ليس قدحا في هذا العمل، ولا انتقاصا له، بل هو من باب التعاون على البر والتقوى، ومما يثري موضوع الكتاب، ويفيد الباحث في الطبعات اللاحقة إن شاء الله.
فأقول وبالله التوفيق:
1 - ذكر في: «1/ 56»: «مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه»؛ لأبي عبدالله الدورقي ت «246هـ». وقال: «مخطوط».
قلت: طُبع عام: «1407ه»، بتحقيق وتخريج: الدكتور: عامر حسن صبري، ونشرته «دار البشائر الاسلامية»، ب «بيروت».
2 - ذكر في «1/ 91»: كتاب: «الشجرة في أحوال الرجال»، للإمام: ابراهيم الجوزقاني ت «259هـ»، وقال: «مخطوط».
قلت: بل له أكثر من طبعة؛ طبعة هندية قديمة، طبعت بهامش «التاريخ الأوسط» للامام البخاري ت «256ه»، ومنها طبعة: «مؤسسة الرسالة»، ب «بيروت»، بتحقيق: صبحي السامرائي، نشر سنة «1405ه»، وعنوان هذه الطبعة: «أحوال الرجال»، وصوب المحقق هذه التسمية. وما ذكر الطريقي هو نص التسمية الموجودة على النسخة الخطية، وقد ذكر المخطط ما دفعه الى تغيير الاسم فراجع مقدمته «ص17 - 18».
وينظر: «موارد الخطيب البغدادي في: «تاريخ بغداد» للدكتور: أكرم العمري «ص320»، وتعليق الدكتور: بشار عواد على «تهذيب الكمال» للمزي ت «742هـ»، «2/ 249»، ح «1».
3 - ذكر في: «1/ 90»: كتابي «الضعفاء»، و «الجرح والتعديل»؛ للإمام: ابراهيم الجوزقاني، وقال عن كل واحد منهما: «مخطوط».
قلت: وهما اسمان للكتاب السابق: «الشجرة في أحوال الرجال»، لأنه في «الجرح والتعديل، ويتحدث عن الضعفاء، ويؤكد ذلك مقارنة النصوص التي يذكر العلماء عن كتاب «الضعفاء»، بما جاء في «الشجرة في أحوال الرجال»، ولا أعرف ان أحداً ممن ترجم للجوزقاني ذكر هذه الكتب مجتمعة، بل يكتفون بواحد منها، فالكتاب واحد، وله أسماء متعددة.
4 - ذكر في «1/ 91» ضمن مصنفات الامام الجوزقاني كتاب: «الأباطيل».
قلت: هذا خطأ؛ والصواب: أن هذا الكتاب للإمام: أبي عبدالله الجوزقاني ت «543»، وهو - كما ترى - متأخر، والعنوان الكامل لكتابه: «الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير»، وكذا فعل الدكتور: فؤاد سزكين في: «تاريخ التراث العربي» «1/ 263»، فقد نسب هذا الكتاب للجوزقاني المتقدم.
¥