تلك كانت بداية ظهور مصطلح موت الدماغ أو الموت الإكلينيكي في ممارسة عملية نقل الأعضاء؛ ليكون الغطاء الطبي الذي تستتر خلفه أبشع جرائم القتل الوحشية ضد المرضى الأحياء حقيقة؛ فهؤلاء المرضى بما يسمى بالموت الدماغي ليسوا موتى حقيقة؛ لأن كثيرا من أعضائهم الداخلية و أجهزة أجسامهم ما زالت تعمل و تقوم بوظائفها المختلفة، و ما زالت الدماء تجري في عروقهم، و كل ذلك دلائل و شواهد على حياة أصحابها، لأن الموتى لا تعمل أجهزة أجسامهم و لا يجري الدم في عروقهم؛ بل تتعفن و تتحلل أجسامهم و جثثهم.
وقد أقرّت المختبرات والتجارب العلمية صدق تلك الأبحاث، حيث أثبتت إمكانية رؤية تلك الخلايا ولمسها، وفي هذا الشأن أكد الدكتور عبد الله عبد القادر مدير مركز الأمير سلطان للقلب في الأحساء حيث يقول: يوجد دماغ داخل قلوبنا، قد تكون هذه مفاجأة لطيفة للكثير، لكنها حقيقة تمّ إثباتها من قبل العديد من اختصاصيي القلب على مستوى العالم".
وحسب دراستين للدكتور "رولين مكراتي" من معهد علوم القلب في كاليفورنيا، والدكتور "جفري أردل" أستاذ علوم الأدوية في جامعة كويلن للطب الباطني في تينيسي، قال الدكتور عبد القادر: إن "الاعتقاد السائد حتى الآن هو أن القلب ليس إلا مضغة لتصفية الدم، كما أن تركيز المجمع العلمي على العقل، لكن هذا سيتغيّر مع البحث الجديد" ويعني ذلك "أن القلب هو العضو الأساسي، وليس الدماغ".
وأضاف الدكتور عبد القادر: إن هذه الخلايا العصبية في القلب متصلة بالدماغ مثل الأسلاك، وأنها تعطي أوامرها إلى الدماغ، كما تمّ الكشف على أن إرسال القلب الإشارات إلى الدماغ يفوق إرسال الدماغ الإشارات إلى القلب، فنحن نعلم الآن من هو قائد الجسم.!
وقد أكدّ البحث الجديد على أنه "يجب عدم فصل الإنسان عن التهوية الاصطناعية إلا إذا توقف القلب عن النبض".
لكن التوصية التي انتهى إليها البحث الجديد في مؤتمر الأحساء فُرض عليها تعتيم إعلامي كبير في الصحافة المحلية، حتى أن كل وسائل الإعلام لم تنشر عنها وعن المؤتمر سوى أخبار الافتتاح، فيما نشرت صحيفة "عرب نيوز" تقريرًا باللغة الإنجليزية، واكتفت صحيفة الوطن بنقل خبر: بـ "عدم فصل الإنسان عن التهوية الاصطناعية إلا إذا توقف القلب" دون ذكر للتفاصيل التي بنى عليها المؤتمر تلك التوصيات.
ولعل هناك ضغوطا على الصحف والمجلات من الجهات التي لها علاقة بنقل الأعضاء كانت سبب منع النشر حول المؤتمر وتوصياته، وذلك إزاء ازدياد الحاجة إلى ما اعتبر قطع غيار بشرية من أعضاء الأجساد الحيوية، ونشير إلى إحجام حاد تصل نسبته 70 % من قبل ذوي حالات ما كان يسمي بـ"الوفاة الدماغية" للتبرع بأعضائهم، وهو ما تأثرت به سلباً مراكز زراعة الأعضاء من هذا الرفض الكبير، فبالرغم من أن عدد حالات ما يسمى بـ"الوفاة الدماغية" في السعودية تصل سنويا إلى ما يقارب 600 إلى 800 حالة، إلا أنه لا يستفاد سوى مما لا يتجاوز عدده 60 إلى 100 حالة في التبرع بأعضائهم.
وقد تفتّقت أذهان شياطين الإنس عن حيلة خبيثة لإيجاد وسيلة دائمة و وفيرة للحصول على تلك الأعضاء؛ فقاموا باختلاق مقولة " الموت الدماغي " أو " الموت الإكلينيكي " بديلاً من " الموت الحقيقي " المعروف لدى كل البشر منذ بدء الخليقة.
و تم الترويج لدعوى اعتبار المرضى بما سمي بالموت الدماغي موتى، و لو كانت بعض أعضائهم و أجهزة أجسامهم تقوم بوظائفها، و قلوبهم ما زالت تعمل و تنبض و تضخّ الدماء، و أطلقوا على هؤلاء المرضى اسماً زائفاً مخادعاً هو: " الجثة ذات القلب النابض "!
كيف يطلق عليها جثة و قلبها يعمل و يضخ الدم في عروقها، و بقية أجهزتها تقوم بوظائفها؟!، ولا نتحدث هنا عن عمل تلك الأعضاء و الأجهزة لعدة لحظات أو دقائق كما يرددون و يحتجون، و إنما نتحدث عن عملها ساعات و أيام وأسابيع وسنوات (كما هو الحال في حال الوليد بن الأمير خالد بن طلال شفاه الله تعالى، والذي مضى عليه قرابة خمس سنوات وهو في أبهى صورة ولم يتغير شيء من جسمه .. بل تغير التشخيص من موت دماغي إلى نباتي إلى قليل الوعي إلى قولهم لا نعرف!! بعد أن حكموا عليه بالموت الدماغي وأن حالته لن تستمر إلا أياماً معدودة!!).
¥