تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فعندئذ لا نعمل بقاعدة (الدليل إذا تطرقه الاحتمال بطل به الاستدلال)

بل نأخذ بتلك الدلالة علميا وعمليا

أما الحالة الثانية

التي يكون عندنا فيها "مسألة ما "

فيقترن فيها دليلان ظاهرهما التعارض

فأحدهما ينص على المسألة نصا جازما " المحكم "

والآخر من المتشابهات مما يجعل الاحتمال يتطرق إليه

فوجب اسقاط الاستدلال بذلك الدليل الثاني ليبقى العمل بالمحكم الأول فقط

وعندئذ يصح استخدام قاعدة (الدليل إذا تطرقه الاحتمال بطل به الاستدلال) مع الدليل الثاني

فمثلا مسألة "هل ينظر المؤمنون إلى ربهم في الجنة "

سنجد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم صريحة في ذلك فهي محكمة

كالحديث الذي عند مسلم حيث قوله صلى الله عليه وسلم:

(إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظرإلى ربهم عز وجل)

ثم كانت هناك أدلة كقوله سبحانه "لاتدركه الأبصار "

فهذا دليل طرقه الاحتمال بأن لا يمكن رؤية الله في الجنة

فالانسان قد يضطرب فيظن أن الدليل قد يدل وقد لا يدل

فعندئذ وجب استخدام قاعدة (الدليل إذا تطرقه الاحتمال بطل به الاستدلال) فنسقط دلالة من دلالات هذا الدليل وهي الدلالة التي تتعارض مع المحكم

ولذا يلحظ الإنسان أن كثيرا من العلماء قديما وحديثا يستخدمون تلك القاعدة فقط

في المتشابهات ذات المعاني العدة لاسقاط وجها من أوجهها لأنه يتعارض مع نص محكم صريح.

[ B] فخلاصة القول:

أن قاعدة (الدليل إذا تطرقه الاحتمال بطل به الاستدلال)

يصح استخدامها مع النصوص المتشابهة

ولا يصح استخدامها مع النصوص المحكمة

ويبقى العلم لله وحده.


عبد الرحمن حسين وهدان15 - 09 - 2004, 10:13 AM
الحمد لله: ابن عبد القدوس كلامك جميل ولكن المثال الذي طرحته هداني الله واياك وهو قوله تعالى {لا تدركه الابصار} ليس بدليل متشابه بل هو محكم وهذا خطا فادح منك في العقيدة لان ابصار المؤمنين تدرك ربها ولكن من غير احاطة اي من غير ادراك كلي وهذا من المسلمات في العقيدة الصريحة الصحيحة فنحن مثلا ندرك السماء ونراها ولكن من غير احاطة بكليتها فاذا كان المخلوق هكذا فكيف بالخالق جل وعلا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير